بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تموز 2018 12:02ص أيها السيِّد ... الكبار لا يرحلون..؟!

حجم الخط
منذ يومين.. وفي الرابع من شهر تموز الجاري... مرت علينا الذكرى الثامنة لرحيل سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى.. ذلك العالم المجتهد الكبير الذي أثبت رحيله بكل قوة... أنه باقٍ في قلوبنا وفكرنا..!!
وإذا ما أردنا الحديث عن تلك القيمة الإنسانية الإسلامية الكبيرة فحديثنا بكل تأكيد هو من نوع خاص ومميز.. لأنه حديث عن عالم وفقيه ومبدع ومجدد وشاعر وأديب وإنسان برع في حسن التعامل مع ماضي الأمة بكل ما فيه .. فعمل على إصلاح حاضرها ثم دعا وجاهد وأحسن تجهيز الأرض لتكون خصبة في صياغة مستقبل زاهر ومشرق...
السيد محمد حسين فضل الله.. لم يكن عالما بالمعنى التقليدي الذي يصر أبناء أمتي على التمسك به...؟!
بل هو رجل بكل ما تعني الكلمة من معانٍ... قضى حياته بكل تفاصيلها يدعو إلى وجوب ارتباط الإيمان بالعمل مرددا (إن أمةً محمد رسولها وقائدها ونبيها.. هي أمة تحمل المسؤولية وتحمل على أكتافها الكثير من الأثقال لا أمة تعيش الإتكال)...
صحيح أن السنوات مرت ... 
ولكن الأصح أن سماحة السيد ما زال علمه وفقهه واجتهاده وموقفه واضحا وجليا ومؤثرا وفعالا.. بل وما زال كل ذلك سيدا كما كان صاحبه سيدا في أخلاقه وسيدا في مواقفه وسيدا في معاملاته وسيدا في تصرفاته، وأيضا كان سيدا في تقبل معارضيه والتعامل مع مهاجميه..؟!
في ذكرى رحيله نستذكر جميعا كيف أن هذا البلد كان محور اهتماماته بكل من فيه، فأنشأ في سبيل خدمته المؤسسات وأقام المدارس وشيد المستشفيات ونشر العلم. 
نستذكر كيف همّه الإنسان.. وفكر الإنسان.. وعقل الإنسان.. وتعليم الإنسان... ورعاية الإنسان... وكرامة الإنسان.. ونستذكر عمله وجهده وتعبه وتحمله في سبيل هذا رفعة الإنسان والحفاظ على حرمة الإنسان..
إننا في الذكرى الثامنة لرحيل سماحة السيد... نعلن ومعنا ملايين الأحرار من المسلمين يقيننا التام بأن الحضور القوي المستمر للعلامة الراحل يؤكد أن الكبراء لا يرحلون وإن غابت أجسادهم، لأنه حضور يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الفقيه والعالم والمجدد ليس بالألقاب ولا بالمناصب ولا بالمراكز ولا بالسلطة، وإنما هو بالعمل الصادق والقلب الصافي والنية الطاهرة والفكر السليم..

      
bahaasalam@yahoo.com