بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2024 12:00ص سويف والشعار تحدَّثا في ندوة مشتركة حول آليات عمل الحوار الديني والاجتماعي

المطران سويف والمفتي الشعار خلال الندوة المطران سويف والمفتي الشعار خلال الندوة
حجم الخط
نظم «اللقاء للحوار الديني والاجتماعي» ندوة حوارية تفاعلية هي الأولى في سلسلة فعالياته، في مركز «الصفدي الثقافي»، بعنوان: «اللقاء للحوار الديني والاجتماعي/ أهدافه وتوجهاته وآليات عمله»، شارك فيها مطران طرابلس وتوابعها للموارنة المتروبوليت يوسف سويف والمفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار، في حضور رئيس الهيئة الإدارية لـ«اللقاء» الوزير السابق محمد الصفدي، نائب الرئيس النائب إيلي خوري وعضو مجلس الأمناء الدكتور سابا زريق، مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية - الفرع الثالث الدكتورة جانين الشعار، مديرة حرم جامعة القديس يوسف في الشمال فاديا علم الجميل، المرشد العام للجامعة اليسوعية الأب جاد شبلي، مرشد حرم الشمال الأب إيلي صليبا، مسؤول الأنشطة في جامعة الجنان – طرابلس وعدد من طلبة هذه الجامعات، مدير الثانوية الوطنية الأرثوذكسية في الميناء قدس الأب إبراهيم دربلي ومجموعة من طلبة الصفوف المنتهية.
أستهلت الندوة بكلمة تمهيدية لأمين سر «اللقاء» الدكتور مصطفى الحلوة، ثم تحدث المفتي الشعار في مداخلته وعن المتاجرة بالأديان، فوصف «الضالعين فيها بأنهم طائفيون متعصبون لا يحملون شيئا من قيم الإسلام وقيم المسيحية، ولو عرفوها وتمثلوها لتحقق التعاون بين مكونات المجتمع. فهذه القيم مجتمعة هي المدخل الذي لا بديل منه لتحقيق العيش المشترك، بل الواحد في مجتمعنا اللبناني»، مطالبا الشرائح الشبابية بـ«الوقوف في وجه هؤلاء المتعصبين الذين يلجأون إلى إثارة الغرائز والعبث بأمن الوطن».
وختم معتبرا ان «هذا اللقاء هو لقاء الأمل المبارك».
وتمحورت مداخلة المطران سويف حول تسمية اللقاء بكلماته الأربع، «نعمة وحاجة وغنى ومصدر فرح»، وقال: «هو نعمة لأنه يحررنا من «الأنا» ويدفعنا إلى الشعور بالآخر ويحرر الإنسان من خوف الآخر وهو الطريق إلى الله. هو حاجة إنسانية  ليتفاعل الناس مع بعضهم بعضا وهو حاجة روحية كيانية. هو غنى من منطلق التنوع، تنوع في الوحدة، وفي هذا الغنى نكتشف المشترك بجميع تجلياته، لاسيما الروحي، ومثالنا ذلك الاختبار الروحي، حيث تداخل شهر رمضان المبارك بين صوم المسيحيين الغربيين والمسيحيين الشرقيين. هو مصدر فرح العطاء وبذل النفس في سبيل الأحباء الآخرين. وأما عن الحوار، فهو خيار ونهج واعتراف بالآخر المختلف وحوار من المائدة إلى الحياة. هو خيار لبلد أكثر من وطن إنه رسالة. والإنسان عدو ما يجهل والحوار هو السبيل لتبديد الجهل ولن يكون إلا باقتناع. هو نهج حياة والسعي كي يكون مستداما، فيغدو بمنزلة ثقافة مترسخة. وثمة مخاطر تتهدد الحوار من خلال إيديولوجيات لا تصب في مصالح البشرية كما أثبتت التجارب عبر التاريخ. هو اعتراف بالآخر المختلف في مواجهة «Xénophobie» (أي رهاب الغرباء)، و»Islamophobie»(كراهية الإسلام)، «Cristianophobie» (كراهية المسيحية). وهذه هي أكبر المخاطر التي تواجه عالمنا اليوم. علما أن قبول الآخر المختلف يزيد مجتمعنا مناعة. هو حوار من المائدة إلى الحياة، من حيث يتحلق المتحاورون حول طاولة وينزلون إلى الشارع، إلى الحياة اليومية، فلا يبقى الحوار أسير النخب».
وأعقب المداخلتين حوار تفاعلي بناء، إتسم بالصراحة ومنتهى الشفافية، شارك فيه عدد كبير من الطلبة، كما كانت تعقيبات وردود.