بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تموز 2019 12:03ص الصبر.. على الأقدار المؤلمة!

حجم الخط
يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: يأتي زمان على أمتي يذهب فيه الخشوع... ويأتي زمان يكثر فيه موت الفجأة... ويأتي زمان تكثر فيه الزلازل... ويأتي زمان لا يسلِم المسلم إلا على من يعرف... ويأتي زمان يكثر فيه الهرج «القتل»... ويأتي زمان على أناس يتباهون بالمعصية.

قيل: متى يا رسول الله؟

قال: يحصل هذا في آخر الزمان فإذا حدث فأنتظروا قيام الساعة..

كأن هذا الزمان الذي تحدّث عنه الرسول محمد هو زماننا؟ فنحن في زمن فيه نساء يقمن بتخريب البيوت بنقل الأسرار إلى كل البيوت. وفيه رجال ونساء متزوجون يخونون أزواجهم بداعي نقص في الرومانسية أو الاهتمام. وفيه فتيات في زهرة أيام حياتهن يرسلن صوراً حتى الحيوانات تستحي منها...وفيه شباب يقضون الساعات الطوال أمام شاشة ينتقلون من «شات» إلى آخر ويرسلون صورآ من هواتفهم لا قيمة فيها ولا معنى... فيه آباء وأمهات يهتمون بطعام ولباس الأبناء وينسون غرس القيم والأخلاق.

نحن في زمان فيه موظفون لا يخلصون في أعمالهم بدعوى قلّة الرواتب ونسوا أن الله يبارك في الرزق الحلال ويمحق الحرام... وفيه شباب وشابات يقضون الساعات الطوال مشياً ولهواً في الأسواق ويتعبون في أول ركعة... وأيضا شباب وشابات يسمعون الأغاني بصدر رحب وإذا سمعوا كلام الله ضاقت صدورهم كأنهم يصعدون في السماء ولم يعلموا أن الحلال لا يخالط حراماً..

زمان نشتري فيه ما لذّ وطاب وقلّ وكثر وندفع عشرات الآلاف من الليرات وعندما نجد صندوقا للصدقة نبحث عن العملة المعدنية لنلقيها ونفتخر بسماع صوتها في قاع الصندوق... زمان نقوم فيه بإعداد المنبّه خوفآ من التأخّر على الدوام وننسى مقابلة الله في صلاة الفجر ونعلم أنه بإمكاننا أن نبرمج المنبّه للصلاة والدوام... زمان نسبّ فيه بعضنا ونتكلم في أعراض خلق الله ونسينا قول الله {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}... زمان فيه رجال يرون زوجاتهم وبناتهم يلبسن ملابس مزّقتها الموضة تظهر مفاتنهن ولا يغارون ولا تتحرك فيهم نخوة الرجال بدعوى أنهم متفهّمون ومتحرّرون ومتحضّرون.

لقد نسي الناس ربهم.. ونسوا ان جمال الدنيا بجمال العلاقة مع الله وأنهم ان أرادوا حياة جميلة فعليهم أن يقضوها مع الله، وبما يرضي ربهم.. ورضا الله يكون بالصبر على الطاعات.. والصبر عن المحرّمات والصبر على الأقدار المؤلمة.

كي يسمعوا في الجنة قول الله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار}.