بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الأول 2020 12:00ص العلماء في ذكرى المولد النبوي الشريف: أفضل احتفال هو اتباع سنّته والعمل بهديه والسير على نهجه

حجم الخط
أيام مباركة وفضيلة تهبُّ على المسلمين في أقطار العالم الإسلامي، إنها ذكرى ولادة سيّد الخلق نبي المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولا يختلف اثنان بأن الاحتفالات بهذه المناسبة السعيدة ربما تغيب عن بلاد المسلمين، وفي لبنان خاصة، بسبب جائحة كورونا وخشية انتشار الوباء، وأيضاً بسبب الأزمة الاقتصادية التي ألمّت بالكثير من الأسر وسرقت بهجة وفرحة هذه المناسبة.

ولكن رغم ذلك يبقى اتباعنا لنهج رسولنا الكريم في حياتنا اليومية، هو أفضل احتفال وتكريم لهذا الرسول الكريم.

ماذا يقول العلماء في هذه الظروف حول الاحتفال وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف؟..

الكردي

بداية، قال القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي انه تأتينا ذكرى ولادة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في وقت كثُر فيه البلاء والمحن وانتشر وباء كورونا في كل الدنيا، كما انتشر فساد السياسيين حتى كان أشدّ على النّاس من كورونا.

وأضاف: وتأتي هذه الذكرى المباركة لتعطي كل مؤمن بارقة أمل ويقين بالله تعالى انه سيغيّر هذا الواقع الأليم إلى غد مشرق كما حدث في ولادة النبي صلى الله عليه وسلم.

فهو حينما ولد صلوات ربي وسلامة عليه كان النّاس متفرّقين، يقتلون بعضهم بعضاً، وكانوا منقسمين بالولاء ما بين الفرس والروم حتى كانت بعثته عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين ونوراً لهذه الدنيا، وانتشر العدل والسماحة والأخلاق العالية في كل الدنيا وتحقق قول الله تعالى {ورأيت النّاس يدخلون في دين الله أفواجا}.

وتابع قائلاً: ونحن في هذه المناسبة العظيمة نستذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان يحلّ مشكلات زمانه بل وأعطى حلولاً لكل مشكلات العالم ببقاء القرآن الكريم سالماً من تحريف ولا تبديل، فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

واختتم قائلاً: أدعو كل المسلمين في العالم وخاصة في لبنان أن يعودوا إلى ربهم وأن يستذكروا بينهم ويتوبوا الى الله حتى يرفع الله هذا البلاء وهذه المحنة، فإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.

شحادة

أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة فقال: يحتفل العالم بأسره في هذه الأيام بذكرى ولادة سيد الخلق النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الذكرى وبسبب يحتفل بها أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم، إضافة الى من يشاركهم من أحبائهم في كل بقاع الأرض.

إلا أننا في وطننا العزيز لبنان، نحن نعيش تحت وطأة الأزمات المتلاحقة منذ أكثر من عام نتيجة لما لحق لبنان من فساد ونهب لمقدراته وسوء إدارته، مما أدّى إلى هذه الأزمة الخانقة اقتصادياً ومعيشياً، أضف إلى ذلك الأزمة الصحية التي ألمّت بالعالم بأسره ولبنان جزء منه وهي أزمة كورونا التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة وتجاوزت الحد مما أعطى إنذار الخطر لمواجهته. في مثل هذه الحالة، ترى ان التباين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص الذين يمثلون الجزء الأكبر فيه، ومما تعنيهم هذه المناسبة الكريمة أمام وضع يصعب عليهم ان لم يكن مستحيلاً إحياء الاحتفالات حتى تزيين الطرقات والمنازل والمساجد لعدة أسباب، كما ذكرت سابقاًً الأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها المواطن اللبناني، إضافة إلى خطر العدوى الذي أصبح منتشراً وبكثرة لفيروس كورونا ولم يعد هناك من إمكانية السيطرة أو الحد منها.

ولذلك، ان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الذكرى التي تأتي في كل عام من هذه الأيام هي ذكرى كريمة ومباركة يُمكن لنا أن نكون سعداء بها، ونحييها في مكان إقامتنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء للّه عزّ وجلّ أن ننال شفاعته صلى الله عليه وسلم وأن نكون مقتدين بأخلاقه وصبره وحكمته، فهو من عانى ونحن عانينا اليوم، بل هو أكثر من ذلك، إلا أن الصبر والتوكل على الله والعمل والاستقامة كان نتيجته بخاصة ووصول هذه الشريعة السمحاء التي أتى بها عليه الصلاة والسلام وانتشرت في أرجاء العالم.

واختتم قائلاً: فنحن نتمنى وننصح كل أحبائنا واخواتنا في لبنان وخارجه من المسلمين ومحبي النبي صلى الله عليه وسلم أن يحافظوا على أنفسهم ويعتنوا بمن حولهم من أولاد وعائلات وأهل وأن يلتزموا بالوقاية والتعاليم الطبية وعدم تجاوزها تحت ذريعة الاحتفال بهذه الذكرى، فمن يريد أن يحييها عليه أن يحييها في منزله بين عائلته كما ذكرت لأن يجعل من هذه الليلة المباركة ليلة عبادة ودعاء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كي ينال شفاعته يوم القيامة وينال رضى الله عزّ وجلّ وأن يعيد علينا الذكرى القادمة بغير حال وفي أحسن الأحوال.