بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الثاني 2020 12:02ص المسلمة وتربية الأبطال

حجم الخط
يرجِع كثيرٌ من العلماء السببَ في تماسُك المجتمع الإسلامي إلى المرأة المسلمة وتمسُّكها بدينها وعقيدتها الإسلامية، بل إن كثيراً من كبار رجال الإسلام والحاملين دعوتَه إنما هم من غرس أمهاتهم، ولقد أدرك ذلك أعداءُ الإسلام؛ ومن ثَم فقد حرَصوا على تغيير توجُّهات المرأة المسلمة، وإفساد هُويتها الإسلامية.

ولذلك نسأل... أين المرأة المسلمة المعاصرة من أم سفيان الثوري التي تقول لابنها: يا بني، اطلب العلم، وأنا أعوّلك بمغزلي؟!

أو أين هذه الأم المعاصرة التي ربما توجِّه أبناءها إلى اتخاذ طرق الشهرة الزائفة من غناء، وتمثيل، وغيره، من أم الإمام مالك التي يقول عنها الإمام مالك: «نشأتُ وأنا غلام فأعجبني الأخذ عن المغنين، فقالتْ أمي: يا بني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدَعِْ الغناء واطلب الفقه، فتركتُ المغنين واتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى»؟!

يقول الشيخ بديع الزمان النورسي «أقسم بالله إن أرسخ درس أخذتُه وكأنه يتجدّد عليَّ، إنما هو تلقينات أمي - رحمها الله - ودروسها المعنوية، حتى استقرّتْ في أعماق فطرتي، وأصبحتْ كالبذور في جسدي في غضون عمري الذي يناهز الثمانين، رغم أني قد أخذت دروساً من ثمانين ألف شخص؛ بل أرى يقيناً أن سائر الدروس إنما تبنى على تلك البذور».

إن الإسلام كرّم المرأة إنساناً حين اعتبرها مكلّفة مسؤولة كاملة المسؤولية والأهلية كالرجل، مَجْزِيَّة بالثواب والعقاب مثله، حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل والمرأة جميعاً، حيث قال الله للإنسان الأول: آدم وزوجه: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:35)

هذه هي المرأة المسلمة صانعة الأبطال، وهذه هي التي يرجى من ورائها الخيرُ للإسلام والمسلمين، وليس هؤلاء اللاتي يخرجن ليس لهن همٌّ إلا أن يكنَّ بضاعةً ينظر إليها في سوق الرجال.



الشيخ محمد الخانجي