بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2017 12:03ص تحية إلى دار الفتوى

حجم الخط
من باب الاعتراف بالفضل لأهله... وانطلاقا من قاعدة إعطاء كل ذي حق حقه، نكتب اليوم لنوجه التحية إلى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية على ما قامت به من استحداث لخدمات دعوية تحقق التفاعل أكثر وأكثر مع المسلمين ومع عامة اللبنانين في هذا البلد..
والتحية هنا ليست فقط لمجرد إطلاق خط ساخن للفتاوى على مدار الساعة يقوم بالاجابة عليه دعاة متخصصون من أهل العلم أو أيضا لتخصيص بريد الكتروني لموضوع الفتاوى، وإنما لما وراء هذه الخطوة المشكورة من إشارات واضحة الدلالة على إن الدار باتت فعلا كما يحتاج المجتمع دارا متفاعلة مع محيطها تواكب كل حديث أو جديد في سبيل متابعة الأمور وتصويب المسارات وتقديم الآراء الصحيحة لكل باحث عنها..
نقول تحية إلى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية.. لأن «المهرجان العبثي» الذي نراه من حولنا فيما يتعلق بموضوع الفتاوى أصبح فوق التصور رأي إنسان، بل إننا رأينا وسمعنا كثيرا ممن «هب ودب» يتصدر لتقديم الفتوى للناس دون علم أو تخصص، وما التخبط الفكري والسلوكي والثقافي الذي نراه في مجتمعنا عند بعض الناس أو الجماعات إلا نتيجة  لما استقر حولهم من فوضى في موضوع الفتاوى..
لقد آن الأوان أن يعرف الناس جميعا أن مسألة الفتوى ليست لعبة في يد كل (ملتح) وليست بابا لتكوين «الأتباع والأزلام» .. وإنما هي أمانة .. وهي علم .. وهي مسؤولية كبيرة قد تؤدي بالإنسان إلى الهاوية إن لم تكن صادرة من أهلها، وهنا تكمن أهمية هذه الخطوة المباركة.
أدكر أن في العام 2014 وضمن الخطاب الذي ألقاه مفتي الجمهورية اللبنانية عند الانتخاب قال سماحته «نحن محتاجون لفكر إصلاحي ومبادرات إصلاحية كبرى، ومحتاجون للقدرة على القيام بذلك أيضا إلى ثقة المجتمع الإسلامي والوطني والعربي، إنها المهام الكبرى الضرورية للأوطان والأديان، وهي تتطلب منا أن نكون على مستوى الرسالة التي عهدنا لأنفسنا بها، واعتبرناها واجبا دينيا، لنقم بواجباتنا في الإصلاح ومكافحة التشدد، وأنا واثق من استجابة الناس لنا، لأن ديننا هو دين التوسط والمسالمة».. ونحن نرى أن هذه الخدمات التي بدأت تتوالى من قبل دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية والمؤسسات التابعة إليها ما هي إلا ترجمة لهذا الخطاب.
فمرة أخرى نقول ... تحية لدار الفتوى... وتحية لما تقوم به.. ونحن مع الشعب كله بانتظار المزيد من الخطوات التفعيلية في مختلف الميادين والأًصعدة.. 

bahaasalam@yahoo.com