بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيار 2019 01:20ص شهر رمضان شهر البذل والعطاء

حجم الخط
د. ناصر محمود وهدان*

من الأمور المحمودة في شهر الصيام بذل المال وإخراج الصدقات والتوسّع في ذلك قدر الطاقة وذلك توسعة للفقير وزيادة للأجر من قبل الله عزّ وجلّ، فرمضان شهر الجود والكرم والبذل والعطاء وبذلك يتحقق التكافل الاجتماعي، فمن حكم الصيام أن يشعر الغني بالفقير، حينما يجوع أو يعطش.

وتكثر الصدقات في رمضان تأسّيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، وحينما سُئل عليه الصلاة والسلام: أي الصدقة أفضل؟، قال: صدقة في رمضان.

والصدقة في رمضان لها مكانة خاصة لأنها تعين الفقير على عبادة الصيام، ولإخراج الصدقات فوائد عظيمة منها تحقيق التكافل الاجتماعي وسدّ حاجات المعوزين وجبر الخواطر والقلوب المنكسرة، ودرء الحسد والحقد، والاستشفاء ودرء الأمراض، ففي الحديث: (داووا مرضاكم بالصدقة)، وكذا جلب البركة والسعة في الرزق، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما نقص مال من صدقة).

وما أجمل أن يجتمع الصيام والصدقة في الإنسان، لأن الصيام والصدقة من موجبات دخول الجنة، فقد ورد أن رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لصحابته ذات يوم: (ألا أُحدِّثُكم بغُرَفِ الجنَّةِ؟ فأجابه أحد الصحابة: بلَى يا رسولَ اللهِ بأبينا أنت وأمِّنا، قال: إنَّ في الجنَّةِ غُرَفًا من أصنافِ الجوهرِ كلِّه يُرَى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها فيها من النَّعيمِ واللَّذَّاتِ والشَّرفِ ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمِعتْ، قال الصحابي: لمن هذه الغرفُ؟ قال عليه الصلاة والسلام: لمن أفضَى السَّلامَ وأطعم الطَّعامَ وأدام الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نِيامٌ).

والصدقات في رمضان، فضلا عمن مضاعفة ثوابها عن باقي الشهور الأخرى، فإنها تجبر الصيام ومن منّا لا يحتاج صيامه إلى جبر لما قد يحدث من زلّات وأخطاء، لذلك أوجب الله صدقة الفطر في نهاية شهر رمضان.

ولكن طمعا في الثواب المضاعف لأعمال الخير قد يؤخّر البعض زكاة أموالهم المفروضة إلى ما بعد وقتها حتى يخرجوها في رمضان..
 * داعية مصري