28 آذار 2024 12:00ص فريضة الزكاة

حجم الخط
القاضي الشيخ وسيم الفلاح

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «بُني الإسلام على خمس: شهادة ان لا إله إلّا الله وان محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً»، فالزكاة فرض وركن من أركان الإسلام ولا يقوم البناء إلّا بوجود أركانه جميعها فإن فُقد واحد منها وقع البناء وكذا الإسلام فلا بد أن تؤدّيها جميعها ليكون إسلامنا صحيحاً ومنها الزكاة مع مراعاة أحكامها الشرعية ليكون الأداء تاماً لذلك يجب مراعاة ما يلي:
أولاً: معرفة من تجب عليه هذه الفريضة فكل مسلم ملك النصاب وحال عليه الحول دون أن ينقص النصاب، أي أنه مرّ على عام من حين تمامه وجب عليه اخراج زكاته بدون تأخير.
ثانياً: معرفة النصاب وهو حوالي خمسة وثمانين غراماً من الذهب تقدّر في وقتها.
ثالثاً: معرفة لمن تجب الزكاة لعدم ضياعها ووصولها لمستحقيها لتسقط عن مؤدّيها وتبرأ ذمته منها ويحصل الأجر منها ويثاب عليها وهم حسب ما ورد في الآية الكريمة وهم: الفقير الذي لا يملك قوت أهله والمسكين الذي يملك قوتاً ولا يكفي أهله والعامل عليها أي من يقوم بجباية الزكاة وتوزيعها على مستحقيها والمؤلف قلبه وهو الذي دخل الإسلام حديثاً لجبر خاطره وضمّه الى المجتمع الإسلامي والعبد المملوك لتحريره من العبودية فيصير حراً وعضواً نافعاً للمجتمع والغارم أي الذي عليه دين ويعجز عن سداده عند حلول أجله وفي سبيل الله وذلك في كل أمر فيه أعلاء لدين الله من جهاد ونشر علم وغيره وابن السبيل وهو كل من انقطع به الحال في غير بلده ويحتاج العون للعودة الى بلده.
رابعاً: انتباه الغني الذي يؤدي زكاته لمستحقها من الإصابة بأمراض النفس من التكبّر والتجبّر والتفاخر والظن أنه يقدم الخير من ماله الخاص بل يلزمه أن يربّي نفسه على ان العطاء من مال الله تعالى لصاحب الحق فلا فضل له، بل الفضل للّه عزّ وجلّ أن حمله أمانة هذا المال وأثابه عليه وأنعم عليه ليكون صاحب اليد العليا.
خامساً: ان يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله تعالى فإنه لا يقبل من الأعمال إلّا ما كان خالصاً له وحده سبحانه وليس من أجل الرياء والسمعة فإن من أهل النار من أنفق ليقال انه غني منفق فلم يكن له من ذلك العمل إلّا الحسرة والندم.
أخيراً يجب على كل مسلم عدم تأخير الزكاة عن وقتها وإلّا وقع في المعصية فقد يحصل ذلك خطأ من بعض الناس الذين يظنون ان أداء الزكاة في رمضان مثلاً خير من أدائها في باقي أيام السنة وهذا أمر شائع لكن فيه ضرر فالمحتاج للمساعدة يطلبها على مدار السنة لتلبية احتياجاته الحياتية اليومية ويتم ذلك بأداء الأغنياء لهذه الفريضة متفرّقين على مدار السنة هذا وبالإضافة الى ما سبق يجدر بالغني الاحسان بالعطاء بالكلمة الطيبة التي تجبر خاطر الفقير ولا بأس من الزيادة على المفروض من المال مما يدلّ على سماحة النفس وكرم العطاء، فقط ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تعطّر مال الصدقة لانها تضعها في يد الله.