بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيلول 2019 12:04ص في تقرير يرصد الانتهاكات الصهيونية للقدس خلال آب المنصرم: شهداء وجرحى واقتحامات

ومخطّطات تهويد القدس تزداد يوماً بعد يوم

اقتحام صهيوني للأقصى اقتحام صهيوني للأقصى
حجم الخط
أصدر مركز معلومات وادي حلوة مؤخراً تقريره الشهري عن شهر آب الماضي، رصد خلاله الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس، حيث قال إن الشهر الماضي شهد سابقة خطيرة في المسجد الأقصى المبارك، باقتحامه من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه في أول أيام عيد الأضحى، واستُشهِد طفل على عتبات الأقصى، كما لاحق الموسوم (وزير) الأمن الداخلي في (حكومة) الاحتلال المدعو جلعاد أردان الفاعليات في مدينة القدس بمنعها بحجة رعايتها من قبل السلطة الوطنية، فيما تواصلت حملات الاعتقالات وسياسة الهدم في شتى أنحاء المدينة.

وفي منتصف شهر آب الماضي استُشهِد الفتى نسيم مكافح أبو رومي (14 عاماً)، وأصيب محمد خِضْر الشيخ (16 عاماً)، من بلدة أبوديس بعد إطلاق النار عليهما عند باب السلسلة – أحد أبواب المسجد الأقصى – بعد تنفيذهما عملية طعن لأحد أفراد الشرطة المتمركزين على الباب من الجهة الخارجية، كما أصيب خلال إطلاق النار العشوائي حارس المسجد الأقصى عمران الرجبي برصاصة في الفخد. وأظهرت تسجيلات شرطة الاحتلال حول العملية إطلاق عشرات الرصاصات باتجاه الطفلين وهما مطروحان أرضا دون حركة.

هذا وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 4 شهداء مقدسيين، هم: الشهيد مصباح أبو صبيح منذ شهر أكتوبر 2016، والشهيد فادي القنبر منذ شهر يناير 2017، وشهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات منذ شهر مايو 2018، والشهيد الطفل نسيم أبو رومي.

المسجد الأقصى

وقال المركز إن إجمالي عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال الشهر الماضي فقد بلغ 3576 من المستوطنين والطلبة اليهود، وبتاريخ 15/8/2019 قاد الموسوم (وزير) الزراعة في (حكومة) الاحتلال المدعو أوري ارئيل اقتحاماً للأقصى برفقة عشرات المستوطنين.

وكذلك واصلت سلطات الاحتلال سياسة إبعاد الفلسطينيين عن المسجد الأقصى المبارك، حيث رصد المركز إصدار 21 قرار إبعاد عنه لشبان وفتية وإناث، وقراراً بإبعاد عن القدس القديمة، ومن بين المبعدين الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام أوقاف القدس.

الاعتقالات

ورصد المركز 162 حالة اعتقال في مدينة القدس، منها لطفل عمره أقل من 12 عاماً و33 قاصراً، و6 إناث.

وأوضح أن الاعتقالات تركزت في بلدة العيسوية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال من البلدة 87 مقدسياً، تلتها اعتقالات من ساحات وأبواب المسجد الأقصى، وبلدة سلوان، وإضافة الى اعتقالات متفرقة من بقية البلدات والأحياء بالمدينة.

وتابع أن من بين المعتقلين الفتى محمد خِضْر الشيخ (16 عاماً) والذي ما يزال قيد الاعتقال والعلاج في المستشفى.

هذا واستدعت مخابرات الاحتلال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ الدكتور عكرمة صبري، ومدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، وتم التحقيق معهما عدة ساعات في مركز المسكوبية بالقدس الغربية.

قمع وهدم

وصعَّدت سلطات الاحتلال كذلك من استهداف النشاطات والفاعليات في مدينة القدس، وأصدر الموسوم (وزير) الأمن الداخلي الصهيوني قرارات بمنع ست فاعليات بالمدينة.

ورصد المركز منْع حفل تأبين الراحل المقدسي الدكتور صبحي غوشة، ومنْع حفل تأبين للرياضي الراحل أحمد عديلة، ومنْع إقامة دوري العائلات المقدسية في ملعب برج اللقلق بالقدس القديمة لمرتين، ومنْع تنظيم بطولة رياضية بمناسبة رأس السنة الهجرية، وكان من المقرر أقامتها على ملعب بلدة العيسوية، ومنْع ورشة عمل قانونية حول إشكاليات البناء في مدينة القدس.

وواصلت سلطات الاحتلال أيضاً هدم المنشآت السكنية والتجارية في مدينة القدس خلال أغسطس المنصرم، ورصد المركز هدم ثمان منشآت في القدس. وأوضح أن الاحتلال هدم الشهر الماضي ستة منازل سكينة، 1 بركس، 1 سور.

بلدة العيسوية

واستمرت حملة الاعتداءات والعقاب الجماعي في بلدة العيسوية، والتي بدأت في يونيو الماضي، وبيَّن المركز أن سلطات الاحتلال بمؤسساتها المختلفة واصلت الاعتداء على سكان بلدة العيسوية عبر الاقتحامات اليومية والتواجد على مدار الساعة في أحياء وشوارع البلدة، ونصب كمائن على مداخل البلدة وداخل الشوارع، واقتحام المنازل السكنية وتفتيشها وتفجير أبوابها، حيث فجرت قوات الاحتلال الخاصة باب منزل واعتقلت طفلا بينما كان يتواجد فيه مع أشقائه الأطفال.

كما واصلت سلطات الاحتلال مضايقة تجار البلدة، باقتحام المحلات التجارية والتمركز على أبوابها وفرض الضرائب المختلفة، كما واصلت طواقم بلدية الاحتلال إصدار أوامر الهدم وإيقاف البناء في البلدة.

سلهب

{ من جهته، أكد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب على إن تغوّل سلطات الاحتلال الإسرائيلية واعتداءاتها على مدينة القدس وأهلها المحاصرين، تزداد وتيرته كثيراً، في سياق مضي الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة وسلب حقوق المقدسيين فيها.

وأكد سلهب في حديث لـ «المركز الفلسطيني للإعلام» أن الخطر الحقيقي الذي يتهدّد المسجد الأقصى في الوقت الحالي، هو تغيير الوضع التاريخي القائم، ومحاولة فرض السيطرة الإسرائيلية بالكامل على المسجد ومحرابه.

وشدّد على أن القدس المحتلة ومسجدها الأقصى هما محور صفقة القرن، التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية فرضها على الشعب الفلسطيني، محذراً من تمريرها أو التماهي معها عربياً وإسلامياً.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي «يحاول السيطرة على كل شيء في المسجد الأقصى المبارك، الطرق والغرف التي فيه، والمباني المجاورة التي تتساقط أحجارها بسبب الاعتداءات الاستيطانية والتي لن تثنينا عن الصمود في وجهها».

ودعا إلى أهمية الوجود الدائم في رحاب المسجد الأقصى وساحاته، والرباط فيه، لإفشال مخططات الاحتلال في تقسيمه زمانياً ومكانياً، لافتاً إلى أن المقدسيين نجحوا في إفشال خطط إسرائيلية عديدة ضد المسجد الأقصى. وقال سلهب: «مخططات تهويد القدس زادت وتيرتها في المرحلة الأخيرة، والاحتلال ماضٍ في مشاريعه التهويدية من أسرلة للمناهج، وتغيير معالم المدينة المقدسة والبلدة القديمة، وإخراج أهلها الأصليين منها».


الشيخ عبد العظيم سلهب

وحذّر المسؤول المقدسي من خطورة الحفريات التي تتهدد أساسات المسجد الأقصى وساحاته، وشوارع البلدة القديمة، لافتاً إلى أن الاحتلال يتعمّد دورياً منع لجنة إعمار المسجد الأقصى من أداء مهامها.