بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2017 12:05ص كيف يحقِّق الزوجان السعادة في حياتهما؟

حُسن الإختيار ثم اعتماد مبدأ المودَّة والرحمة وصفة للسكن الأسري

حجم الخط
النقاش والتحاور بين الزوج والزوجة ليس معركة حربية لا بد فيها من منتصر وآخر مهزوم، لكنه عملية تفاهم وتقارب للوصول إلى حل يُرضي الطرفين، كذلك فإن هناك عادات وطباعاً قد تربّى كل واحد منهما عليها ليس من السهل التخلي عنها أو تغييرها كأن ينام أحدهما مبكراً والآخر قد تعوّد السهر، أو يحب أحدهما الخروج والآخر يفضّل البقاء في المنزل، وكذلك عادات الأكل والشرب والملبس إلى غير ذلك من أمور لا يمكن حصرها فإذا كان أحدهما منظماً والآخر فوضوي يهمل في ترتيب أغراضه التي يلقيها هنا وهناك أولا يحترم المواعيد أو...... 
كل هذه الأمور تكون غالباً مثار غضب للطرف الآخر، بل قد يشكو الزوجان من عدم إطراء كل منها على الآخر وخاصة المرأة دائماً تتألم من تجاهل الزوج لما قامت به من مجهودات وأنّ الزوج ينسى بإستمرار مواعيد المناسبات الهامة في حياتهما كيوم زواجهما وما شابه؟!... فكيف يمكن للزوجين أن يحققا السعادة في حياتهما؟. وما هي الأسس التي يتم الاعتماد عليها للعيش في استقرار أسري وعائلي؟!.. 
قوزي
{ الشيخ مازن قوزي قال: قال الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.. والله سبحانه أودع سر الخلق في مشيئته الممثلة في الذكر والأنثى لينبثق ما يعمر به الكون حتى تقوم الساعة، وجعل سبحانه الزواج وثاقاً يوحد بين قلبي الرجل والمرأة، ويمزج بين روحيهما وبدنيهما في معزوفة مطهرة نقية تكفل الأمن والأمان، وتشيع الطمأنينة والوئام.
وإذا ما تدبرنا النظرية الإسلامية في الاختيار نجد أنها تبدأ من منطلق إيماني، وهنا تنصهر معانٍ شتى في هذا المبدأ فأساس المفاضلة التقوى لتنتهي بضمان اتباع التكليفات وبلوغ المقصود من الزواج، فالإسلام يحث على اختيار نوعية الطرفين، والنظر المتريّث في اختيار الشريك المصاحب لرحلة العمر باعتبار منطق الحب لا منطق الصفقة.
وأيضا على أنّ الشريعة لم تغفل دور المرأة في اختيار الشريك كشأن الشرائع الأخرى، بل أوجبت على الولي مشورتها وسماع رأيها، وأنْ يرضى باختيارها إن كان كفئا لها. كما ألزمت الشهود بتحري الدقة في سماع موافقة الطرفين دون إكراه أو إجبار.
وأضاف: من التوجيهات الراشدة في ذلك قول الرسول  صلى الله عليه وسلم : «لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن»، ومنها «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
وتابع قائلا: إن السعادة في الزواج نتيجة لما سبق، بمعنى أن تحقيق منهج الإسلام يعود علينا بنعمة السعادة داخل الأسرة كلها وليس فقط بين الأزواج، وحينها نجد أن البيت سعيد والأسرة سعيدة والتربية صحيحة والأبناء يتربّون في بيئة سليمة تضمن لنا بإذن الله أجيالا صالحة تبني المجتمع وفق ما أراد الله تعالى.
واختتم بالقول: هذا ومن المعلوم أن الإعفاف من أهم مقاصد الزواج بل ومن مبتدأ حسن العشرة، ولهذا قد يترتّب على هذا الالتقاء الحسي ما من شأنه أن يحفظ ويقوّي بيت الزوجية أو يهدمه ويقوّضه من أساسه، لهذا توالت الوصايا بحسن رعاية هذه العلاقة بدءاً من مقدماتها وضوابطها وأوقاتها.. ومن هنا وبفضل الله تعالى بدأت شخصيا بتنظيم عدد من اللقاءات لتوعية الناس في هذا الموضوع في سبيل دفع الشباب خاصة نحو بناء أسر على أسس سليمة بإذن الله تعالى .
مراد
{ أما الاختصاصية في علم الاجتماع نوال مراد فقالت مخاطبة الزوجة: إذا كان زوجك لا يبالي ولا يهتم بأمور تخصك ويهمل بيته وأولاده أحياناً وقد تناقشت معه كثيراً ليصلح حاله وأظهرت غضبك وحزنك دون جدوى أو إستجابة عليك أيتها الزوجة ألا ترهقي نفسك وأعصابك كل يوم في لومه وتأنيبه وعرض شكواك المستمرة من إهماله ولا مبالاته ولا تدخلي معه في نقاش لا طائل من ورائه بل عليك بهدوء أن تقفي معه على وضع يريحكما وتحاولين التفاهم معه بأسلوب مقنع مختلف عما تعوّده منك ومحاولة رسم نظام يسوده التفاهم، فإن من أصعب الأمور التي يعاني منها الزوج أن تكوني مصدر إزعاج له باختلاق المشاكل أحيانا، والتفاهم ممكن فإن الدول تجلس على طاولة واحدة وتتفاهم وتحل مشكلاتها فليكن إيمانك عظيماً بأن من الممكن أن تصلي مع زوجك إلى أسلوب تتقارب فيه وجهات النظر وأن تذكّريه باستمرار أن أساس زواجكما تكوين أسرة ممتاسكة لا تهزها أعاصير المشاكل ورياح الأحداث. 
وأضافت: إن الشعور بالرضا الدائم يزيد من الشعور بالسعادة الزوجية، أما ان تكون الشكوى هي أساس العلاقة فهذا ينغّص عليك حياتك ويزيد من الإحساس بالإضطهاد ويؤثر على علاقتكما، فهناك أساسيات في الحياة لا بد من الاتفاق عليها كطريقة تربية الأبناء وتحديد ميزانية البيت وتنظيم عملية شراء الاحتياجات. 
وخاطبت الزوج فقالت: إعلم أيها الزوج أن لزوجتك شخصيتها المستقلة وعقلها الذي يجب أن يحترم إذا كانت آراؤها وأفكارها وجيهة ومعقولة وحاول أن تجد دائماً نقطة التقاء معها فإن اختلافكما في بعض الأمور لا يجب أن يقلل من احترام كل منكما للآخر. إن زوجتك ليست صورة مطابقة لك. لذلك وكي تستمر الحياة لا بد من إيجاد قاسم مشترك ولغة للتفاهم. لتصبح الحياة الزوجية رحلة سعيدة سهلة يشملها الود والتراحم. إن السعادة الزوجية تتحقّق بتقديم التنازلات وليس المراد التنازل عن الكرامة أو متشابه ذلك، ولكن في الأمور الحياتية يمكن أن يتخلى أحدكما عن شيء لن يضر بل قد يكون السبيل الوحيد للتقارب، فالمهم هو وجود الاستعداد النفسي والرغبة الملحة في العيش حياة هادئة إن طول المعاشرة في كثير من الأحيان قد يجعل الزوجين متشابهين في أشياء كثيرة، وإن ذلك من علامات الزواج الناجح حيث يتشابه الزوجان في الذوق والمزاج واكتساب عادات مشتركة وذلك يكون باختيار أصناف معيّنة من الطعام وتفضيل بعض الأماكن التي تكون لهما فيها ذكريات أو التوافق في اختيار ألوان من الثياب أو ديكور المنزل إلى غير ذلك من أمور حتى قد يبدو الزوجان للناس وكأنها أخوان من فرط ما حدث من تشابه وآخيراً نقول: إذا وجد القبول والتوافق الروحي بين الزوجين فإنهما قادران على تذليل الصعاب والتي تمر بهما قادران على تقريب المتباعد لتوفير أقصى درجات السعادة الممكنة في حياتهما الزوجية.
منى توتنجي