بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الثاني 2020 12:02ص ماء الوجوه ... حافظوا عليه

حجم الخط
الإسلام هو دين الإنسان، وهو تجسيد لدستور الحياة والإرشاد الذي أوحى به خالق الكون لهدي البشرية، ومطلبه الأول هو توطيد علاقات صحيحة بين الله والبشر... والإيمان بالله معناه إلتزام الإنسان في تفكيره وشعوره ومعيشته بالوحي الإلهي، والتوفيق بين إرادته والإرادة الإلهية.

والإسلام يخلق في الإنسان وعيا جديدا... ويهبه نظرة جديدة للحياة، انه لا يدعو الى نكران الحياة، وإنما يدعو الى إعطائها حقها، وهو جعل للناس سادة يسوون أمورهم، ويرعون شؤونهم، يسهرون على مصالحهم هم حماة الدين وساسة الدنيا.

انهم ولاة الأمر الذين من واجبهم أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو سيدهم... وأن يقتدوا بالخلفاء من بعده الذين أكرمهم الله بالريادة والسيادة في أمور الدنيا، فلم يجعلوا بينهم وبين الناس أبوابا وأقفالا وحرّاسا، بل كانوا يعيشون بين الناس يتفقّدون أحوالهم، يؤدّون حق الله في تولّيهم لأمور الأمة.

انهم ولاة الأمر، الذين ان صلحوا صلحت الأمة، وان فسدوا فسدت، هم كالقلب في الجسد... معيار الصلاح.. والإصلاح يبدأ عندهم، وان فسدوا فسد جسد الأمة كلها.. ألم يقل سيدنا عثمان: «ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن..».

انهم ولاة الأمر الذين من واجبهم أن يتخذوا بطانة صالحة ومستشارين صالحين يكونوا عونا لهم لا وبالا عليهم، يسدّدون النصح ولا يتملّقون لكسب ودّ سيدهم، يعترضون في مواقف الاعتراض ولا (يمسحون الجوخ) حتى يهترئ الجوخ بين ملامسهم... ويراق ماء وجوههم.

انهم ولاة الأمر الذين من واجبهم أن يختاروا الصادق الأمين ممن يدور في فلكهم، وانه كما قرأنا عبارة (لو دامت لغيرك ما آلت إليك) كذلك نقرأ عبارة (من خان غيرك لن يكون أمينا بين يديك).

انهم ولاة الأمر الذين نريدهم أن يسيروا على خطى من خطب وقال: ان أحسنت فاعينوني، وان أسأت فقوّموني... وأن يسيروا على خطى من أجاب على من اعترض: لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها... ولا يكفي أن نسمعها بل نبادر الى الأخذ بالنصيحة ونضعها موضع الاجتهاد والتطبيق.

انه طموحنا أن يكون ولاة أمرنا على مستوى عالٍ من الشعور بالمسؤولية وقادرون على النهوض بمجتمعنا وأمتنا الى ما فيه مرضاة ربنا وصلاح حالنا... والله الهادي الى سواء السبيل.