بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 حزيران 2020 12:00ص محاربة الفتنة.. التي تتنعّم في بلادنا..؟!

حجم الخط
يقولون - جميعا -... نحن نعمل درءا للفتنة...؟!

ويصرّحون - جميعا-... هدفنا توحيد الصفوف...؟!

ويصرخون - جميعا -... التعايش... الوحدة... الوطنية..؟!

ويحذّرون - أيضا جميعا-... احذروا الوقوع فيها..؟!

ولكن... عن ماذا يتكلمون... وعلى من «يضحكون»... وإلى متى وراء أصابعهم يختبئون..؟!

إن الفتنة التي منها تحاذرون قد باتت مستوطنة في بلادنا...!!

تسرح وتمرح في حاراتنا وشوارعنا...!!

تسهر على الأرصفة مع شبابنا...!!

وتتابع معهم البرامج الإعلامية...!!

إنها «تأرجل» مع نسائنا في الصبحيات...!!

وتساعد بناتنا في أعمال المطبخ والمنزل...!!

بل هي حتى تشاركهم لعب كرة القدم على الـ (بلاي ستايشن)...!!

الفتنة التي تعملون لمنعها تأصّلت في مناطقنا فأصبحت مكوّنا أساسيا من مكوّنات مجتمعنا، ومدماكا رئيسا من مداميك الأسر والعائلات والمحافظات والمناطق..!!

الفتنة «التي تروّجون لها من خلال كثرة الحديث عن منعها» قد وصلت حتى إلى أطفالنا، فاختلطت مع الحليب الذي يشربونه وامتزجت مع الطعام الذي يأكلونه...؟!

وبالتالي... لا مكان للمواطن اللبناني في بلده... إلا من خلال مفاعيل الفتنة...!!

ولا عمل يؤمّن له... إلا من خلال مقتضيات الفتنة..!!

ولا نجاح في الدراسة.. إلا عن طريق تبعات هذه الفتنة..!!

نعيش فيها وننكرها

حياتنا في لبنان أيها السادة وبكل تفاصيلها... أصبحت ترجمة عملية لكل ما تستلزمه هذه الفتنة...

المدارس... الأعمال... السكن... الزواج... التربية... الجامعات... المحلات التجارية... المصارف... الإعلام... المسشتفيات... المساعدات الإنسانية... الوظائف الرسمية... المشاريع الاستثمارية... فرص الإبداع والتفوّق... بل وحتى الزواج... كلها تخضع لمعايير الفتنة..!!

إن الفتنة... أيها المانعون لها.. قد أصبحت في بلادنا الغذاء والماء والهواء...!؟

فعليها... تعيشون أنتم وأزلامكم ومحاسيبكم وصبيانكم وأحبابكم...؟!

وبها.. تنمو مشاريعكم وتزدهر أعمالكم وتتأكّد زعاماتكم...؟!

ومن خلالها.. تتمسمرون على الكراسي... وعلى المناصب.. وعلى المراكز...؟!

و«بمعيّتها».. تجتمعون... وتسهرون... وتضحكون... وتخططون... ثم في الصباح الباكر تختلفون وتتعاركون وتتخاصمون... ؟!

الفتنة.. هي المنجم الذي منه تستخرجون ثرواتكم...

وهي الجامعة التي إليها تدخلون طلّابكم...

وهي الأرض التي تدفنون تحتها وبإتقان البذور لتنمو بعدها أشجار تستظلون بفيّها...؟!

والمضحك - المبكي... أن جمعا كثيرا من طلابكم... يصدّقون شعاراتكم..؟!

المضحك - المبكي... أنهم يؤمنون بمواقفكم المتبدّلة كل يوم ويدافعون عنها...؟!

ثم.. إذا ما استيقظ ضمير أحدهم.. كان شيطانا رجيما.. فضرب وهجّر وشرّد وعوقب وطرد...؟!؟

نريد لبناننا.. لا لبنانكم

أيها السادة... كفانا حديثا عن درء الفتنة في بلادنا...

وكفانا حوارات ولقاءات حول أساليب منع الفتنة وتعميق العيش المشترك..

فـ «لبنانكم» اليوم... وبكل صراحة نقولها... ليس فيه لبناني واحد...؟!

«لبنانكم».. مليء بالسُنّة... ومليء بالشيعة... ومليء بالأرمن.. ومليء بالدروز.. ومليء بالكاثوليك... ومليء بالروم.. ومليء بغيرهم من المذاهب والطوائف.. ولكنه بكل أسف خالٍ من اللبنانيين...؟!

فيا أيها الساسة... يا أيها المعمّمون... يا أيها الإعلاميون... يا أيها المسؤولون... ويا أيها التابعون والمتبَّعون... يا أيها المستلزمون.. يا أيها الذين تأكلون وتشربون من «بركات الفتنة»...

اسمعونا جميعا... فإننا نعلنها أمامكم وبصوت عالٍ وغاضب...

إن الفتنة التي (طوشتم رؤوسنا) بالحديث عن خطرها وبفضل «أعمالكم».. تنام مستقرّة في كل شارع من شوارعنا.. تحلم... وتستمع.. ثم تستيقظ بهدوء وراحة... آمنة في كل منطقة من مناطقنا.. 

الفتنة التي تعلنون كراهيتها وتسرّون عشقها.. تسرح وتمرح في نفوس غالبية اللبنانيين بسبب «إبليسيتكم» التي جعلت البلاد والعباد مقسّمة.. ومشتتة.. ومتفرّقة.. وممزّقة.. ومتسوّلة.. تبحث عن أدنى مقوّمات العيش.. فلا تجدها..؟!

«لبنانكم».. بات عالة على «لبناننا»... مشوّها له ومسيئا إليه ومنفرا لأبنائه الذين يحلمون بهجرة ولو إلى أرذل بلاد العالم...!؟

فيا ليتكم تتوقفون عن الحديث.. وتعملون ولو لمرة واحدة عملا صادقا ونافعا لمنعها...؟!

فللمرة الأخيرة نقولها... إننا نريد لبناننا.. وطنا لنا ولأبنائنا.. ولا نريد أبدا لبنانكم..؟!


bahaasalam@yahoo.com