بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2019 12:02ص نعم للجنة وطنية لحماية الأسرة..

حجم الخط
نعم.. آن الأوان لإنشاء لجنة وطنية مهمتها السعي بكل السبل المتاحة للحفاظ على حماية الأسرة اللبنانية من حالة التفكك والضياع التي نشهد فصولها منذ فترة، فالأسرة في بلادنا ووسط كل التحدّيات والظروف الصعبة التي تمرُّ علينا باتت فعلا مهدّدة ومستهدفة بشكل مباشر، وأي تأخّر سيزيد من حجم المأساة التي نعاني منها.

لا نقصد بكلمة «لجنة» تلك المعاني التقليدية التي تتبادر إلى الأذهان فور سماعها وما يرافقها من روتين ومن نمطية وأيضا من «محسوبيات» ومن مفاخرة ورياء ومن «شو إعلامي..؟!»، وإنما نقصد أن تكون لجنة فاعلة مكوّنة من متخصصين ومعنيين في شؤون الأسرة من كل الجوانب، دينيا واجتماعيا ونفسيا وعلميا وتربويا واقتصاديا، فتسعى لاكتشاف مواطن الخلل وتبدأ بالعلاج الجذري حفاظا على مؤسسة الأسرة.

فقضية الأزمات المعيشية الخانقة التي تعصف بمختلف الأسر حتى قتلت ما كان يعرف بالطبقة الوسطى في بلادنا، وبالتالي انعكس هذا التردّي الاقتصادي على بناء الأسرة فانفرط عقدها وضاع أبناؤها..!!

وهناك أيضا.. - وهي أم الكوارث - «فضيحة» غلاء المنظومة التعليمية وسلبياتها المتمثلة في عزوف الكثير عنها وإلحاق أبنائهم بأسواق العمل في سن مبكر تحت ستار عدم القدرة على إتمام تعليمهم، وكلنا نعرف نتائج هذا الجهل المقيت وما سيؤدّي إليه في المستقبل..!!

وطبعا.. هناك ثالثا ورابعا وخامسا بل وعاشرا، ولكن يبقى السؤال الأهم والأبرز متى سنتحرّك حكومة ودعاة ومؤسسات وجميعات دينية ومدنية لإنقاذ الأسرة من خطر الغرق في رمال «الحياة اللبنانية المتحركة»..؟!

إننا كدعاة وكخطباء وكأئمة مساجد وكإعلام وكمجتمع مطالبون جميعا بحماية الأسرة في لبنان من خطر الإنهيار الذي أخشى أن يكون قريبا، وهذا العمل لا بد أن يكون مبنيا على أسس واعية تراعي إنسانية الإنسان وخصوصية الأسرة وقدسية هذه المؤسسة التي أكرم الله تعالى البشرية بها... وإن رفضنا وأصرّينا على «فسادنا» فالعوض بـ «سلامتكم».. إن بقيت هذا السلامة أصلا...؟!




bahaasalam@yahoo.com