الشمال - حسام الحسن:
لا تزال الانتفاضة الشعبية مستمرة شمالاً، وفي يوم جديد للثورة، واصل المحتجون قطع الطرقات عند مدخل طرابلس الجنوبي جسر البالما، مستديرة نهر أبو علي، طريق عام البداوي جانب منشآت النفط، طريق عام أردة والعقبة في زغرتا، طريق عام المنية، طريق عام الضنية في مرياطة، بعدما وضعوا شاحنة كبيرة في عرض الطريق، وسط انتشار للجيش والقوى الأمنية.
وبدأ ناشطو الحراك صباح أمس بإقفال المؤسّسات الرسمية كما أقفلوا شركة قاديشا ومالية طرابلس، التي نصبوا خيمة أمام مدخلها، معلنين عن أنهم «سيبقون فيها ولن يسمحوا للموظفين بالدخول حتى تحقيق مطالبهم، وأولها تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة».
كما أقفلوا سنترال المينا، وأخرجوا الموظفين منه، وأقفلوا أيضاً مراكز «أوجيرو» في مرياطة وحلبا، كما قاموا بإقفال مدرسة مار الياس في الميناء التي تستقبل تلاميذ الشهادات فقط، وأقفلو مدرسة القلبين الأقدسين.
وشهدت الطرقات عودة الطلاب في باصاتهم إلى منازلهم بسبب قطع الطريق، نتيجة إقفال بعض الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة أبوابها بسبب الاحتجاجات التي قام بها طلاب ومحتجون.
ولكن ظهراً، فتحت طريق عام حلبا - العبدة في محلتي الحصنية ووادي الجاموس ورفعت الاتربة والعوائق عنها، كما أصبحت الطريق الدولي بين المنية - العبدة المؤدي الى العريضة والعبودية بات سالكا بالاتجاهين.
من جهة ثانية، حضرت إلى ساحة النور مساء أمس، وفود شعبية من مناطق شمالية مختلفة للمشاركة في الفعاليات اليومية للحراك الشعبي، في حين إنضم العديد منهم إلى خيم الحوارات حيث تجري مناقشات للأوضاع الإقتصادية والتطورات الميدانية للحراك.
وتداول المجتمعون في الخطوات المتخذة لفتح الطرقات وعودة العمل في البنوك إلى طبيعتها إبتداء من صباح غد وفتح المدارس والجامعات ابوابها امام طلابها.
{ هذا، وصدر عن الفاعليات الإسلامية والمدنية في طرابلس بيان حذّر من قيام البعض بتشويه صورة هذا الحراك، محاولاً استغلاله لتحقيق أهداف مشبوهة، لافتين إلى أنّ الإكراه على إقفال المدارس والجامعات في طرابلس وبعض المناطق هو أمر غير مشروع.
وأكد المجتمعون أنّ تفرّد البعض في اتخاذ قرارات على مستوى البلد وإلزام المواطنين بها، من شأنه أن ينعكس سلبا على المطالب المحقة التي ينادي بها كثير من اللبنانيين في حراكهم، مندّدين بقيام بعض التجار باستغلال حوائج الناس من خلال رفع أسعار السلع الحياتية وغيرها بصورة خيالية.
{ إلى ذلك، أعلن المياومون في التعليم المهني والتقني انضمامهم إلى المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، حيث نصبوا خيمة عقدوا فيها سلسلة لقاءات تنسيقية مع الأساتذة ومسؤولين في الحراك، مؤكدين ان اعتصامهم سيستمر في الساحة حتى تحقيق مطالب الحراك ومطالبهم المتعلقة بحقهم في التثبيت في الملاك المهني. وذكّروا بـ»الإجحاف الذي لحق بهم بعد سلسلة الرتب والرواتب التي أدت إلى زيادة ساعات العمل مقابل نقص الاجر».
{ من جهتها، وضعت بلدية طرابلس شاشة عملاقة في ساحة النور بطرابلس مزوّدة بمكبرات صوت ليتمكن المعتصمون في الساحة من متابعة المباراة الدولية بين منتخب لبنان ومنتخب كوريا الشمالية اليوم (الثلاثاء) ضمن تصفيات كأس العالم وآسيا عند الساعة السابعة مساء.