بعلبك- محمد أبو إسبر:
لفَّ منطقة بعلبك الدخان الأسود المُنبعث من اشتعال الإطارات المطاطية من كل حدب وصوب، خاصة عند مداخل المدن والقرى، وعلى الطرقات الدولية والرئيسية، والمعبِّر عن الواقع القاتم الذي يرزح تحت وطأته الوضع الاقتصادي والاجتماعي، الذي يستنزفه الهدر والفساد.
وعم قطع الطرقات بلهيب الإطارات حيناً، وبالسواتر الترابية والعوائق أحياناً أخرى، مدخل بعلبك الجنوبي، ساحة سراي بعلبك ووسطها التجاري، مفرق سرعين التحتا، السفري عند مفرق بلدة الخضر، دوار دورس، طليا، تقاطع بريتال الحمودية، بدنايل، حوش النبي، بيت شاما، حوش الرافقة، تمنين، شمسطار، طاريا، مقنة، شعث، اللبوة، العين، وصولاً إلى الهرمل.
ورفع المتظاهرون الشعارات التي تدعو إلى المحاسبة واسترجاع الأموال المنهوبة، والتي تتهم الحكومة بالفساد والسرقة، وتنادي بالثورة وبإسقاط النظام، إضافة إلى المناداة بأن تطال الضرائب الأغنياء وليس أبناء الطبقات الفقيرة والمسحوقة والمعدومة التي لا حول لها ولا قوة.
وفي محطات عدّة صدحت عبر مكبرات الصوت بالأناشيد الوطنية.
ولم تفلح المحاولات المتكررة لفتح الطرقات، وكانت مواقف المحتجين متشابهة بالإصرار على البقاء في الشوارع والساحات حتى تحقيق المطالب، مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الناشطين الذين تم توقيفهم خلال احتجاجات مساء الخميس الفائت.