بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الثاني 2019 12:03ص رغم الإعتراض على جولتها جنوباً: «بوسطة الثورة» تدخل صيدا بعد تدخّل من سعد

استقبال «بوسطة الثورة» في ساحة الاعتصام المركزي في صيدا استقبال «بوسطة الثورة» في ساحة الاعتصام المركزي في صيدا
حجم الخط
صيدا – سامر زعيتر:

«هدير بوسطة الثورة»، خيّم أمس الأوّل على الأجواء الداخلية، فالبوسطة التي جابت المناطق من عكار الى صيدا، تأكيدا على وحدة اللبنانيين ومطالبهم، تماما كما السلسلة البشرية التي ربطت لبنان من طرابلس الى الناقورة. 

«بوسطة الثورة» التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك الشعبي، انطلقت صباحا من العبدة - عكار الى كل الوطن، في اطار جولة من الشمال إلى الجنوب.

لكن مع تسرّب أسماء ومعلومات عن بعض الشخصيات المنظّمة للنشاط، بدأت سلسلة الاعتراضات على السوشال ميديا، وعبر بيانات لبعض مجموعات الحراك في مناطق شمالية وجنوبية، ترفض مرور الحافلة عبر نقاطها، وذلك اعتراضاً على «شبهات حول المنظمين وخلفياتهم وأهدافهم»، فقرّر الجيش إيقاف مسيرة البوسطة في الرميلة منعا لحصول اشكالات، غير ان اصرار المنظمين حال دون القمع، فأكملت مسارها.

تباين في وجهات النظر

زيارة «بوسطة الثورة» للمدينة، واجهتها اعتراضات من بعض مكوّنات الحراك الصيداوي، في مقابل تأييد جهات أخرى، لينقسم المشاركون بين ثلاث وجهات نظر: جهة رفضت دخول البوسطة بشكل تام، وأخرى أعلنت عدم الترحيب بها، لكن مع الإصرار على عدم منعها من الدخول، وثالثة دعت إلى استقبالها والترحيب بها في المدينة.

لكن «بـوسطة الثورة» والقافلة المرافقة لها، دخلت إلى ساحة الاعتصام المركزي عند تقاطع حسام الدين الحريري «إيليا»، بمواكبة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ومئات المواطنين الذين كانوا في استقبالها عند مدخل صيدا الشمالي، جسر الأولي، بعدما اثمرت المفاوضات بين الجيش اللبناني وبين معارضي ومؤيدي النشاط على دخول البوسطة الى المدينة.

سعد

وكان البارز، موقف أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد الذي أكد بـأن البوسطة مرحب بها في المدينة وعمد إلى استقبالها عند مدخل صيدا الشمالي عند جسر الأولي، حيث رحّب بالمنتفضين القادمين إلى الجنوب على متن البوسطة، وتمنى على القوى الأمنية والعسكرية تسهيل دخول البوسطة إلى مدينة صيدا وإلى ساحة الثورة، داعياً الى فتح الطريق بعد الازدحام الشديد للسير على طريق أوتوستراد بيروت - صيدا.

وقال: نحن قلنا بأن البوسطة مرحب بها في ساحة «إيليا». هناك شبان لديهم ملاحظات، لكن ميدان ساحة «إيليا» هو ميدان مفتوح لكل الناس. والقرار فيها هو قرار ديمقراطي، ونحن حريصون على ديمقراطية القرار في ساحة «إيليا»، ونرحب بهم، هذا هو موقف التنظيم، ولا يجوز لأحد أن يصادر رأي أي كان.

ورأى أنه «في ما يتصل ببوسطة «الثورة» حصل تشويش مرتبط بما قيل حول الجهة المنظمة والممولة، ما خلق تباينات وسط المنتفضين، كما كان هناك آراء متعددة تجاه التعامل مع البوسطة. أمام نحن فنؤكد أن لا أحد في مدينة صيدا لديه مشكلة في دخول البوسطة، لكن الإشكال نابع عن الأقاويل بشأن هذا النشاط».

وأكد أنّ «التنظيم الشعبي الناصري» هو صاحب مشروع سياسي يطرحه منذ سنوات خارج صيغة المحاصصة الطائفية، وان موضوع توليه رئاسة الحكومة غير وارد أبدا لا قبل ولا بعد «لانني منكم وفيكم»، وأن مشروع الانتفاضة سينجح في تحقيق التغيير وإقرار حقوق الناس، ومحاسبة كل من تداول على السلطة ومارس أشكال الفساد».

رافضو دخول البوسطة

وكان المحتجون على دخول البوسطة قد أصدروا بيانا تحت شعار «صيدا تتحدّى​ واشنطن»، جاء فيه: قامت انتفاضتنا بالاساس لتغيير النهج الاقتصادي التجويعي الذي تنتهجه ​السلطة​ اللبنانية بإملاءات من مؤسسات النهب الدولية، لذلك فاننا نرفض ان تُستغَل انتفاضتنا من قبل ممثلي هذه المؤسسات الناهبة من سفارة اميركية وما يعادلها من منصات تناصبنا الخبث والعداء في خياراتنا الوطنية الكبرى وعلى رأسها مقاوتنا البطلة ضد الاحتلال. 

وأضاف البيان: نعلن صراحة ان مشروع «عهدير ​البسطة​« لن يُسمح له بالمرور في ساحة «ايليا» بسبب كل الشبهات حول ارتباط منظميه بالسفارة الاميركية​ وبقوى سياسية فاسدة تسعى لاستغلال شارعنا لاهداف مشبوهة، ومنعا لحرف بوصلة انتفاضة ​الشعب اللبناني​ عن اهدافها النظيفة في الحرية والتحرر. فيا سائق البوسطة قبل ما توصل ع صيدا كوّع وارجع.

بيان بوسطة الثورة

أما منظمّو «بوسطة الثورة» فقد أصدروا بياناً أعلنوا فيه اختتام الجولة في صيدا عاصمة الجنوب لإعتبارات امنية. 

وجاء في البيان: ان الاحداث التي رافقت بوسطة الثورة أكدت قوة ثورة الشعب ووحدته وتضامنه، وأثبتت بوسطة الثورة أنها صنعت جسرا من المحبة والسلام من الشمال للجنوب، حيث كان من المفترض ان تصل الى ساحة ايليا في صيدا قبل الساعة الثالثة، ولكن الجيش اللبناني اوقفنا عند مدخل صيدا لورود معلومات تفيد عن امكانية القيام بأعمال تخريبية من اعداء ثورة الشعب. وبعد مفاوضات حثيثة استمرت ساعتين، دخلت بوسطة الثورة إلى ساحة ايليا الثورة حيث استقبلت استقبالا حافلا اشبه بعرس وطني كبير بمرافقة الجيش اللبناني لتأمين الحماية للبوسطة وقافلة السيارات الضخمة المرافقة لها. ونظرا للمعلومات التي وضعتنا بها قيادة الجيش حول إمكانية الاعتداء على البوسطة من بعض الموتورين في الطريق نحو النبطية وصور، فقد قررنا اختتام الجولة في صيدا عاصمة الجنوب على ان ينضم إلينا ثوار النبطية وكفررمان في ساحة «إيليا».