بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 نيسان 2024 12:00ص شربجي يكشف لـ«اللواء» عن تفاصيل ما جرى في إنتخابات نقابة المهندسين في بيروت

حجم الخط
إنتهت إنتخابات نقابة المهندسين في بيروت والشمال بعدما أصبحت ملعباً لتصفية الحسابات بين الأحزاب السياسية التي حشدت وعبأت جماهيرها تمهيداً للإصطفاف الذي شهدناه فيها وسط غياب لافت لقوى السابع عشر من تشرين والمستقلين، وسط تساؤلات حول أسباب هذا الغياب المدوي عن العملية الإنتخابية من قبلهم خصوصاً في بيروت حيث إنحصرت المنافسة بين اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والتي فازت في هذه الإنتخابات واللائحة المدعومة من تيار المستقبل وجمعية متخرجي المقاصد وحزبي القوات اللبنانية والكتائب.
يروي رئيس جمعية متخرجي المقاصد في بيروت مازن شربجي لـ«اللواء» تفاصيل ما جرى في هذه الإنتخابات حيث قال أن المنافسة التي حصلت بين النقيب فادي حنا وبيار جعارة هي إنعكاس للمرحلة الأولى في الفروع  حيث كان هناك فرعان كانوا تستند عليهما اللائحة المدعومة من قبل الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر الذي كان لهما 9 أعضاء من أصل 10 ،فضلاً عن فروع تم السيطرة عليها بالكامل،أما المرحلة الثانية فكانت مرحلة «شد الحبال» بين الفريق الداعم لبيار جعارة والفريق الداعم للنقيب فادي حنا، ففريق إستطاع شد الحبل بثلاثة أعضاء،أما الفريق الآخر إستطاع شد الحبل بـ 5 أعضاء وهذا ما أدى إلى هذا الفارق بين اللائحتين.
ويكشف شربجي أن النتائج كانت إنعكاساً للمرحلة الأولى التي شاركنا فيها بشكل مباشر، أما اللائحة الموجود فيها النقيب فادي حنا فهي تضم جميع المكونات الطائفية،فهي تضم مسيحيين وشيعة بالإضافة إلى السني المدعوم من جمعية المشاريع،أما اللائحة المقابلة فهي تضم فقط القوات والمستقبل والمقاصديين مع بعض المستقلين والداعمين فضلاً عن عدم الوصول إلى توافق حول «المرشح الثالث» ضمن المرشحين الأساسيين، وهذا العامل كان المسبب الإضافي الذي أدى إلى الوصول إلى هذه النتيجة التي شهدناها، أما اللائحة المنافسة فكان هناك ثلاثة مرشحين للثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وتم التوافق فيما بعد على أحمد نجم الدين،والعامل الطائفي كان أيضاً له عامل أساس باعتبار أن لائحة تتضمن 4 من المسيحيين مقابل 1 مسلم مقابل لائحة تتضمن 3 مسيحيين و3 مسلمين وهذا ما أدى إلى عدم التوازن في اللائحة بسبب إصرار حزب «القوات اللبنانية» على عدم التحالف مع «الجماعة الإسلامية «من خلال دعم مرشحها لأجل التحالف مع «حزب الكتائب» بسبب تأييدهم الضمني لبيار جعارة وهذا كان له تأثير إضافي على النتيجة.
ويعتبر أن إنتخابات نقابة المهندسين هي تنافس بين المهندسين لمصلحة المهندس وإعلاء شأن النقابة لأن هذا الأمر هو الأساس في العملية الإنتخابية، ولا شك أن الذي حدث خلال وعقب مقتل باسكال سليمان من خلال التصاريح والتصاريح المضادة بين الأفرقاء السياسيين أثر بشكل كبير على مسار العملية الإنتخابية من خلال زيادة الشحن الطائفي بشكل نوعاً ما،وهذا الشحن أدى إلى شد العصب من خلال إنسحاب بعض النقباء المستقلين بسبب هذا الشحن،وبعضهم بقي في السباق الإنتخابي، وهذا ما أدى إلى تحول مسار العملية الإنتخابية إلى طابع حزبي نتيجة هذا الشحن الطائفي.
ويكمل قائلاً: «لاحظنا أنه كان هناك تشنج وكان قائماً منذ الفترة الأولى نتيجة أن كل طرف يحاول إسقاط الآخر،وهذا ما أدى إلى تحويل المعركة من معركة إنتخابية نقابية إلى معركة «إثبات وجود سياسي» من خلال المنافسة بين الأحزاب السياسية حول من يملك حضوراً أكثر من الآخر، ومن هو قادر أن يجيِّش أكثر من الآخر،ولكن كان هناك نسبة لا بأس بها من المستقلين شاركوا في العملية الإنتخابية، ولكن ما أثر على نتائج الإنتخابات الهجوم الإيراني على فلسطين المحتلة الذي حدث قبل الإنتخابات في يوم واحد، مما أثر على جميع الأطراف السياسية خصوصاً المستقلين،كمجموعاتنا في البقاع أو في منطقة «بنواتا» الذين كانوا مستعدين للقدوم من أجل الإقتراع وهذا ما تسبب بإنخفاض نسبة المشاركة السنية في البقاع،وأن العملية الإنتخابية قائمة أساساً على النقيب والأعضاء،أما إذا أردنا أن نتكلم طائفياً لكي ننسجم مع الواقع اللبناني فالنقيب في هذه الدورة هو نقيب «مسيحي» وهذا ما عزز الحضور المسيحي أكثر والذي كان حضورة بحدود الـ5300 مهندس ومهندسة بينما الإسلامي كان بحدود الـ4500».
 ويلفت إلى أن الصراع السياسي حتى بين الأطراف «المسيحية» شكل طابعاً إضافياً للتحشيد سواء في القوات اللبنانية أو في التيار الوطني الحر،وهذا ما أدى إلى تعاطف بعض المستقلين مع القوات اللبنانية وبعض المرشحين الذين أعلنوا إنسحابهم من العملية الإنتخابية لأنهم شاهدو أن هناك «جو» تكوَّن بعد مقتل باسكال سليمان أدى إلى تعاطف الصوت المسيحي مع القوات اللبنانية من خلال دعمهم لبيار جعارة بالرغم من أنه ليس من صلب «القوات اللبنانية»،ولا شك أن التجارب السابقة التي حدثت بعد 17 تشرين وأنتجت النقيب السابق الذي وصل في ظل سيطرة المصارف على أموال الناس مما أدى إلى فشل هذه التجربة وشكل صراعاً داخل النقابة نتيجة وجود أعضاء سابقين ينتمون إلى الأحزاب السياسية،وبين النقيب السابق وكتلة كبيرة من المستقلين التي أيدته مما أدى إلى فشل هذه التجربة من خلال تجميد العمل النقابي وعجزهم عن فعل شيء إنتاجي مما كوَّن رد فعل سلبي للناخب المستقل،وفي الدورة الماضية كان هناك 5300 ناخب أعطوا أصواتهم لـ17 تشرين،بينما هذه الدورة من أعطى صوته  لهم لا يتجاوزون الـ1000 ناخب أي أن نسبتهم إنخفضت إلى الـ20%. 
وأعرب عن إعتقاده أن الشحن الطائفي إنتهى بعد عملية فرز الأصوات، وكان النقيب فادي حنا موقفه إيجابياً فيما يتعلق بتخفيف حدة الشحن الطائفي، ويُشكر عليه من خلال تحييده الصراع السياسي عن العمل النقابي عندما قال أنه: «داخل النقابة وكلنا مهندسون ونعمل لمصلحتهم» حتى عندما حاول عناصر التيار الوطني الحر رفع شعارات حزبية عقب صدور النتائج طالبهم بالإحتفال خارج النقابة،فإذاً العملية سارت على هذا الخط،فمن الممكن الأمور أن تكون جيّدة لأن هذا هو المطلوب.
أما عن نسبة الإقتراع فرأى شربجي  أنه يتراوح مجموع الأصوات في إنتخابات مركز النقيب بين الـ9000 والـ11000، الحضور هذا العام كان ما يقارب الـ10000، أي عدد العام الماضي نفسه مع إختلاف الحضور ومع خفت وهج الحضور المستقل في العملية الإنتخابية وزيادة وهج الحضور الحزبي ،أما ما هو لافت كان الحضور البيروتي في العملية  الإنتخابية من خلال الإلتفاف حول المرشح المدعوم من متخرجي جمعية المقاصد ناصر عيدو مما ساهم بحضور ما يقارب  الـ1100 مهندس من بيروت من الطائفة السنية على الرغم من الضعف في المشاركة في مناطق الأطراف خاصة البقاع وإقليم الخروب،أما ما تم تداولها حول أن الحضور السني كان بحدود الـ17% فهذا غير صحيح.