بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2024 12:00ص أعمال الفنان العراقي علاء البلداوي: قوة الفن التشكيلي في ترجمة معنى النص الأدبي من خلال لوحة

حجم الخط
يُسلط الفنان التشكيلي العراقي «علاء البلداوي» (Alaa Albaldawi) الضوء على المقوّمات اللونية وقوتها في التأثير البصري على المعنى الفني ومداده الرمزي، المؤثر نفسياً على ما تحمله الحركة اللونية في لوحاته من دلالات على حضارات أحاط بها تشكيلياً، لتكون شاهدة على العصر بأسلوب غير انفعالي ذهنياً، بل له إيحاءاته التي تميل لترجمة الأحاسيس الفكرية والأدبية، باعتبارها دلالات حسية على قوة الفن التشكيلي في ترجمة معنى النص الأدبي من خلال لوحة مدروسة بدقة تصفو معها الرؤى التي تنبثق عن كل معنى قدمه الفنان «علاء البلداوي» برمزية هي الشاهد على دلالاته الغنية بالأشكال التي تتحد مع حيثياتها المأنوسة بالاشتقاقات المختلفة تشكيلياً، وإن التزم بالجرس اللوني إن صح القول والذي من شأنه جعل الإحساس بقيمة التدرّجات اللونية وقوتها من حيث دمج اللون البارد مع الحار، ليكون بمثابة تضادات لها أوزانها المُتحكمة بالتذوق التشكيلي، لينال الرضا النفسي والإرتياح من المتلقي المتفاعل جمالياً، وبشكل حيوي مع المعنى «الجبراني» «وأولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة، المُشتاقة إلى نفسها».. الخ (من كتاب النبي) «جبران خليل جبران»، لتنقشع الحركة الفنية في هذه اللوحة في مشهد رمزي له تعبيراته الفوارة بصرياً، والتي تجعل من التعاطف منطلقات تلف كل شكل وكل لون، في هذه اللوحة ذات النغمات المتصلة بالجوارح الحسية في كيان وجودنا الإنساني المثقل بالإنبهارات المتوالدة من عظمة وجبروت الكلمة الجبرانية، التي خلّدها الزمن لما تحمله من معاني تتجدد بشكل حي في كل عمل له مذاقاته المختلفة من الجمال الذي يفتحه البلداوي على الحُسن اللوني الباعث على الجمال، وكوامنه المحيّرة في التراث الجبراني الأدبي أو التشكيلي، وحتى بكل ما أوحى له لريشات مغمّسة بالمذاقات التشكيلية المختلفة على أنواعها. فهل استطاع «علاء البلداوي» تحليل التراكيب الجبرانية بشحنات الحكمة المؤثرة على الذهن بصرياً؟ أم هي نوع من التدفق الشعوري المنساب مع الخط واللون في لغة التشكيل التي يتقنها البلداوي بشكل بلاغي تشكيلي يجمع من خلاله النص الجبراني في لوحة تسمح بوقفات تأملية لها ابداعاتها الخاصة التي تنقلك بين الزمان والمكان عبر مساحة واحدة هي مساحة اللوحة التى تجذبك بعمق إلى داخلها؟
بنى الفنان «علاء البلداوي» علاقة بصرية حميمية بين الكلمة الجبرانية والأشكال في اللوحة المُتجذرة عاطفيا من محبة الأولاد، وتعلق الأم الأكثر إيحاء من التفاصيل المزدانة بالحكمة. فما بين التمثيل اللفظي والتمثيل البصري توازنات بين المستويات الفنية والمستويات الأدبية، واستدلالاتها المتمثلة بما هو لفظي وآخر بصري، وما تشمله كل منهما من اختلاف وائتلاف، والإحساس بالمنظور الحسي من خلال رقّة الخطوط أو غلاظتها، ومعنى الحركة أو جمودها تماماً، كما الفواصل والنقاط في جملة تنساب كما الألوان في هذه اللوحة التي تتقاطع مع الأدب الجبراني تحديدا، وبشكل بلاغي بصري إن صح القول، لأنها تطرح الأفكار بصرياً وفق جدليات الرمز الفني الذي لا يُفرق بين أسلوبين غير متجانسين من حيث فروقات كل منهما المتسع والضيق بمعنى بين الكلمة ومعناها وبين الشكل وتفاصيله كافة إلّا أنه منح التعبير رمزيات يُحللها البصر بشكل تعبيري مع اللون وجرعاته المُركبة والأساسية منها البارد والحار ليجعل من لوحته وسيطاً مشتركه بينها وبين الأدب الجبراني والمتلقي بالمعنى الذي يُعزز عبره فكرة التحليل بالتشكيل أو بالفن الذي تتشكل من خلاله المعاني اللونية التي تعتمد على التضاد، لتوضيح الرمزيات فيها. فهل تولّد اللوحة التشكيلية فعلا ما يمكن أن نقرأه كنص أدبي ولكن تخيّلياً أو إيحائياً أو حتى بشكل استنتاجي ينبثق عن المعنى وما تحققه من جمال فعلي أكثر عفوية من تفكيكها كنص أدبي عند القادرين على الإلمام بها كنقّاد قرّاء وغيرهم؟ أم أن اللوحة المرسومة تشكيلياً من مقولة أدبية تحمل في طياتها عدة تأويلات تؤثر بشكل مختلف في نقل المهارات الحركية بصرياً من خلال ما يتشكل عبر مساحتها وتفسيراتها الفنية المختلفة؟