بعض الحلقات من برنامج «أحمر بالخط العريض» من إعداد وتقديم الاعلامي المميز مالك مكتبي على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، اضاء عليها بكل الوضوح والصدق، زميلنا العزيز الياس العطروني منذ بضعة أيام، عبر مقالته التعريفية التي حملت عنوان «عباقرة.. إلى المجهول» (نشرت في 16/4/2018، الصفحة الثقافية - «اللـــــواء»)، وحيث وصف الزميل الكاتب مجموعة من الأطفال، ضيوف البرنامج، وصفاً واقعياً وحقيقياً ودقيقاً بـ «العباقرة الذين يشكلون ظاهرة لا يمكن تجاوزها وحالة إستثنائية موجودة على امتداد الوطن».
الزميل العزيز كان يتحدث عن مجموعة من الأطفال «العباقرة» بالفعل، في اكثر من مجال علمي، خاضوا - على الهواء مباشرة - «إمتحان معرفة» في اكثر من فرع: أعلام الدول واسماء عواصمها في كل العالم... موازنة معلوماتية بين «المنجد» و«لسان العرب»... تواريخ مفصلة ومعينة (وقد عجز مُعِدّ البرنامج ومقدّمه عن الإيقاع بالصبي المتباري ولو في إجابة خاطئة واحدة)!.
وانهى الزميل العزيز مقالته بسؤال: «مستقبل هؤلاء العباقرة ما هو مصيره في هذا الوطن المبتلي بألف عاهة وإعاقة»؟ ومتخوفاً من ان يكون مصيرهم إلى بلاد ما وراء البحار؟ ومستغرباً كيف لا يجد هؤلاء الحضن الرسمي الوطني القادر على استيعاب نبوغهم، كأن تتولى الدولة إنشاء مركز متخصص لهم ينمي قدراتهم الإبداعية ويصل بها نحو الكمال؟.
ومع اني أثني على كل كلمة كتبها الزميل العزيز...
ومع إعترافي بصدقية وصف «العباقرة» الذي منحه لهؤلاء الأطفال..
إلا انني اعترض على «إنشاء مركز حكومي متخصص لهؤلاء» ذلك لأني فاقد الثقة، ومنذ زمن في إقدام الدولة على تبنّي مثل هذه الطروحات، ولذلك ارى الأجدى والانفع والأكثر واقعية، ان تتحول مثل هذه المسؤولية إلى القطاع الخاص، كأن تتولى مجموعة من المموِّلين تبني المشروع، فالوطن الذي انجب الشهيد رفيق الحريري الذي علّم وخرّج اكثر من 35 الفاً في مختلف الفروع والتخصصات العلمية، مانعاً بذلك حدوث أي فجوة علمية - ثقافية بسبب حرب الـ 15 سنة، قادر من دون شك على «بعث» اكثر من متموِّل مؤمن بقدرات أطفال لبنان، ليتبنى الفكرة، وان يحولها إلى مشروع، لما في ذلك من إفادة كبيرة، علمية للبنان ولاولاده العباقرة، وأيضاً، لما في ذلك من تخليد لذكرى هؤلاء المتمولين؟!.
abed.salam1941@gmail.com