بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2024 12:00ص البركان المقدّس

حجم الخط
تتجمع الاحتقانات الملتهبة في جوف الأرض وما أن تبلغ درجة عدم القدرة على الانفجار حتى تخرج النار في انفجار عظيم يعمُّ دخانه الأرجاء وتسيل حممه في سيول تذيب كل ما يعترضها.
ما جرى في غلاف غزة وما زال مستمراً هو بركان صغير مرَّ على احتقانه عقود وعقود وحروب صغيرة وأخرى كبيرة وحياة مخيمات وقتل للإنسان عبر محطات رئيسية، وما بين هذه المحطات في قهر بلغ الرقم القياسي في امتداد ونوع وطول زمانه.
فبعد وعد (بلفور) 1917 الذي كان محطة ومفصل في تاريه القضية الفلسطينية لم يعرف الفلسطيني راحة قط لا هو ولا من حوله لأن غدّة سرطانية زُرعت في جسد فلسطين وما حولها حوّلت الرغد إلى بؤس وهناء العيش إلى شقاء.
واستمر شلال الدم يروي أرض فلسطين والقهر يتمادى ونيران البركان تحتدم في جوف أرض احتلّها غرباء..
ومفاعيل القهر لا تسقط بمرور الزمن وإنما انفجاره يكون بانتظار الأوان.. وبالتالي وقع البركان الصغير الذي نعيش تفصيلاته الآن.
ومع مجريات ما نعيش ونرى فالقهر يأخذ أنماطاً وأشكالاً أكثر دموية وبالتالي ينتج أكثر قهراً واحتقاناً.
وبغض النظر عن ما تنتهي إليه الأمور فالآتي على علاقة عضوية به وستثبت الأيام ان ما حدث ويحدث موصولاً ومرتبطاً بما سيحدث بعد هزيمة جيش الانقاذ الذي كان يقوده فوزي القاوقجي في فلسطين..
شاهدنا وشاهد التاريخ ما حدث حول فلسطين وكيف تهاوى من تهاوى وتغيّر ما تغيّر..
وهذا ما سيحدثه البركان الصغير، وبانتظار الكبير.
من يعشْ يرَ.