بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2023 12:00ص التمسّك بما يثير البصر في أعمال الفنانة التشكيلية مونل جنحو

حجم الخط
تدمج الفنانة المصرية «مونل جنحو» (Monelle Janho) العاطفة بالمتخيّل عبر منطق التعبير التكعيبي إن صح القول، لخلق توازنات تشكيلية تجمع بين العقلانية والرومانسية، وفق ثنائية الرجل والمرأة، وضمن مفهوم المتناقضات، ليتقاسم الخط مع الشكل لغة المحاكاة الفنية بجمالية تتفاعل معها الرؤى الحسية، بعبارة أخرى التفاعل بين المعنى والأسلوب وفق صيغة تشكيلية هي محاولة للكشف عن أسس الوجود، ألا وهو المرأة والرجل. والبناء ضمن موضوعية النظم التي تستبطنها إيقاعيا، لتكون ذات نغمات تستعيد من خلالها مقامات الجمال عند المرأة والرجل بعيداً عن الجسد، رغم تمسّكها بالشكل الجسدي وتعرّجاته، وحتى مشاعره التي ترتسم مع الألوان، لتشير إلى ما هو حسي أكثر من المادي بالرغم من اهتمامها بالمقاييس والمعايير، والتناقضات، والظل، والضوء، وما إلى ذلك من مفردات تشكيلية تتمسّك بها عقلانيا، وإن فاضت المشاعر بالعاطفة، لخلق كينونة ذاتية عند كل من الرجل والمرأة، فهي لا تشير إلى فرد دون آخر أو شكل دون آخر، فالتقاطعات بين الأشكال تحمل عزفا فاعلا على صعيد استنباط الأشكال في المساحة الواحدة، والتقارب بين البعيد والقريب، للإشارة إلى أزمنة تطور الثنائي المرأة والرجل، كنوع من التذبذب بين الماضي والحاضر، بل والتمسّك بما يثير البصر عند التداخل بين المفاهيم التي نؤمن بها تشكيليا، والأخرى التي نتخاصم معها إن لم أقل نكفر بها بمعنى نبذها كليا وإن ترجمناها في وجود هو طقس رومانسي يشير إلى مقومات البقاء والاستمرارية، وإن أظهرنا أهمية وجودها في رسومات هي حكايات وجودية رمادية أحيانا، بمعنى الحيادية في الأفكار التي تتبنّاها «مونل جنحو» في لوحتها التي أثارت فضولي أكثر من مرة لأكتب عنها. فالظل اللوني بين المرأة والرجل هو امتداد ضوئي تتكسر عنده الأزمنة، لتكوين روحانية بين قساوة الخطوط وليونة اللون عند ارتباطه بشفافية الضوء وامتداده خاصة. فالشاعرية في الحياة لا تكفي لاجتماع الرجل والمرأة إذ لا بد من الانتصارات على قساوة الواقع بخطوطه التي تمثل عدة اشكال بين افقي وعامودي ومتوازي، إضافة الى ضبابية الأرض التي يقف عليها كل ثنائي بدأ بالمشاعر، ومن ثم ابتعد نحو الماضي الذي جعلته بعيداً لصرف كل منغصات قد تطرأ على الألتفاف بليونته التي تتشكل كعضلات تمسك ببعضها البعض، وأن بدت كتواشيح تبرز العلاقة التكاملية بعيدا عن الأفلاطونيات والمثل العليا. فهل رسالتها في الفن التشكيلي هي رسالة حياة تتمناها كل امرأة؟ أم أنها تجمع بين المرأة والرجل بشكل أبدي من خلال الفن التشكيلي؟ وهل تتمسّك بالرومانسية بعقلانية الحداثة التي تصقلها برؤاها الجمالية في الفن؟
تُشكّل الأشكال اللونية في لوحات الفنانة «مونل جنحو» غنى بصري يميل إلى الإبتكارت التي تغرق بنوع من التركيب أو التفكيك أو حتى ما يشكّل لغة هي الإبقاء على لغة الجسد، وأهميته في الفن من حيث قيمة الرومانسية، واشتعال الوجدانيات المرتبطة بالتأملات المفتوحة بشكل خاص على الإنسياب الإيقاعي للمشاعر، المتأثرة بالألوان المختلفة التي تنبثق عن طبيعة الثنائيات بظاهرها وباطنها من ايحاءات تخيلية، تبرز من خلالها قوة المشاعر وعلاقتها بالذات والآخر، بل بالكينونة بشكل عام ولو تعمّقنا في الحركة اللونية في لوحاتها لوجدنا أنها تنطوي على ثراء ينبض بروح الأنوثة والرجولة بتوأمة لا تنفصم عن بعضها البعض، وإن اتخذت الأشكال اللونية نوعا من التضاد بين البارد والحار أو بين الضوئي والمعتم، لتفصل بذلك بين المادية والروحانية من خلال القيمة الجمالية بين شكل وشكل، رغم الإختلافات الشاسعة بين المربع والمثلث والمستطيل أو حتى بين اليد واليد الواحدة، وحتى بين ما هو مستتر أو ما هو ظاهر، لتنفذ الحواس عند المتلقّي الى حيث تتمثل الجمالية المنبعثة من العلاقة بين المرأة والرجل. فهل احتفظت «مونل جنحو» في لوحاتها بلغة الأحاسيس التشكيلية في الفن؟