بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 حزيران 2023 12:00ص الجدار المنخفض

حجم الخط
مثل عامي يقول (الحيط الواطي كل الناس بتنط فوقو) أي ان العقار أو المكان ليس محصّناً بجدران عالية تحول دون القفز فوقها إلّا لمن عنده القدرة.
وهي حالة الإبداع عندنا في كافة ألوانه دون إستثناء، فعملية الإبداع تقوم على ثلاثة أقانيم: المبدع والمتلقّي والناقد، هكذا يستقيم الوضع وتنجح المعادلة.
والمشكلة ان هناك اقنوما غائبا أو ضائعا لو سلّمنا جدلاً بوجود الاقنومين الأولين فالمبدع لا يمكن نفي وجوده وكذلك المتلقّي، ولكن الناقد تائه في لجّة لتلاطم أمواجها ولا يدري أين البر.
ناقد صديق محترم كتب منذ أيام عن تجربة مريرة أراد مشاركته في أوجاعها وها نحن نلبّي طلبه..
قال ان احدى المؤسسات التي تصدر الجوائز الأدبية إياها عارضة عليه الاشتراك في لجنة تحكيمها فلم يمانع وأعتقد ان الأمر قد سوّي بانتظار مواعيد الاجتماعات.
لكنه في اتصال لاحق تلقّى اللطمة..
قال له المتصل وهو نفس المتصل الأول ان مشاركته مشروطة بما معناه مسايرة أعضاء اللجنة الآخرين..
وهذا يعني بصورة غير مباشرة ان اسم الفائز أو الفائزة بالجائزة قد تقرر سلفاً وأن وجود اللجنة هو مجرد شكل وذلك لأسباب عديدة قد يعرفها ونعرفها..
فما كان منه وهذا طبيعي إلّا أن رفض العرض.
هذا انموذج واضح عما يحدث في الوسط الثقافي الذي أصابتها فيروسات الانهيار والهبوط.
والناقد هو (الغربال) الذي تحدثنا عنه في مقالات سابقة وهو البنّاء الذي يرفع علو الجدار المنخفض ويمنع اجتيازه إلّا لمن يستحق.
فكم هناك من أمثال صديقنا الذي رفض العرض؟..
ومع هذا الغياب علينا أن نتلقّى كل صباح هذه الأرتال من الشعراء وخصوصاً الشاعرات والروائيين والروائيات والمسرحيين والمسرحيات والتشكيليين والتشكيليات..
وان ننتظر (جودو) الذي يتدلّع كما يظهر.