بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2018 12:03ص الروائية ناديا ظافر شعبان لـ«اللواء»: عندما يحترم الناس الثقافة.. الحياة تتغيّر نحو الأفضل

حجم الخط
التقيتُ بالباحثة ناديا ظافر شعبان منذ سنوات وتابعت انتاجها الادبي بعد ان قرأت روايتها "رحلت الطفلة"، ومن ثم التقيتها في مناسبة ثقافية بعد سنوات لاستفيق على وهجها الأدبي والفكري، ونحن نتحادث عن الوضع الثقافي في لبنان. لأجد أني أمام امرأة قامة فكرية سخية بالبحث الادبي المضني، الذي يضفي على الانتاج الثقافي اللبناني الكثير من العناوين التي تجعلنا نرفع القبعة لهذه الباحثة عن العرب في اسبانيا وفي البلدان الاخرى وشغفها بالحضارة الاندلسية العربية التي زادت من انتاجها الفكري ما يجعلنا نفتخر بها.
مع الباحثة والمترجمة ناديا ظافر شعبان اجريت هذا الحوار..

{ كيف وجدت الدكتورة ناديا ظافر شعبان مكانها في اسبانيا؟ 
- استاذي بيدرو مارتينس مونتافيس، وهو رائد المستعربين، قرأ رسائل قادش، وكتب لي مقدمة كتاب مختارات من لوركا، وعلى هذا الاساس قبل ان يكتب المقدمة. لاني كتبت مختارات من لوركا ورسائل من قادش قال لي: "أنت كتبت صفحات خالدة في رسائل من قادش ومن بعدها في رحلت الطفلة. لهذا وجدت في اسبانيا مكاني. لانها اعتبرتني ابنتها ومنحوني الوسام لانهم اعتبروا اني انشر الثقافة الاسبانية في العالم واعتبروني من اهم الباحثين في الحضارة الاندلسية في الشرق الاوسط". 
{ ماذا تقولين لنا عن جمعية الصداقة الاسبانية العربية ؟ 
- غيرت جمعية الصداقة الاسبانية العربية صورة العرب في اسبانيا، وكانت مهمة صعبة جدا لان التواصل الثقافي كان شبه مفقود، والصورة المأخوذة عن العرب صورة مغلوطة، وطبعا كنت انا المرأة المسلمة التي لا تعيش على الهامش، وحين كنت احاضر واسمي رافق في المحاضرات اسم بيدرو مارتينس مونتافيس، وهذا اعطاني زخما كبيرا اثناء المحاضرات عن الواقع العربي او الادب العربي، وهذا جهد كبير دعمته جمعية الصداقة الاسبانية العربية.
{ ما الذي يثير عجب الكاتبة والباحثة ناديا ظافر شعبان ؟ 
- يثير العجب لدي تقدير واحترام الكاتب في الغرب، وفي اسيانيا خاصة كنت اشعر ان الوطن يجب على الجميع المساهمة في بنائه، وان بوضع حجر صغير فيه، وانا لست اسبانية ولكني مهتمة بالثقافة الاسبانية والتعريف بها، لهذا وجدت مكاني بينهم بسرعة. عندما يحترم الناس الثقافة! الحياة تتغير نحو الافضل، اما حاليا الحياة الثقافية في لبنان واقعها مؤلم للاسف. نحن نعيش على رفض الآخر. كيف يمكن بناء البلد؟ وهذا غير مشجع لهذا لا يعنيني العالم الخارجي لان كل شيء مسيس. وحياتنا اصبحت بانوراما صورها في منتهى السلبية. 
{ ما هو عنوان اطروحة الدكتوراه التي ناقشتها؟
- أطروحة الدكتوراه كانت عن صورة لبنان في ادب الرحلات الاسبانية في منتصف القرن التاسع عشر، وهي التي تسأل لماذا نحن وصلنا الى هنا؟. واخذت درجة ممتاز عليها واعتبرتها اللجنة الفاحصة مرجعا لكل الابحاث عن ادب الرحلات الاسبانية للشرق والجامعة وزعت سبعين نسخة على مراكز اكاديمية وجعلتها متبادلة مع جامعات اوروبا. نشروها في الارجنتين منذ 2002 الى الان تباع الاطروحة والكثير منها مازال يوزع. الان كتبي مقرصنة من يحميني في بلدي؟. لا يوجد قانون يحميني من قرصنة كتبي. اضافة الى احترام الناشر للكاتب وحقوقه في الخارج. انا عدت من اسبانيا لاني احلم بوطن ولاني احلم بالانسان الذي يعيش الاجواء الثقافية كالتي عشتها في مدريد. عالم آخر هنا يهتم بالمظاهر فقط والحياة الثقافية اين هي؟ نحن في واقع ثقافي سلبي ونتقهقر للخلف. 
{ ما هي مؤلفاتك الفكرية ؟ 
- لدي اكثر من 12 كتابا منشورا باللغة العربية و7 كتب غير منشورة، وطبعا ما من شيء يشجع للنشر، لان الكتب ستكون بمثابة اهداء لدور النشر والمكتبات. ما من تكامل مع القرّاء، وأكثر من 300 مقال عن الادب الاسباني والحضارة الاندلسية. وقلّدت وساما عالميا وهو وسام الذكرى المئوية لبابلو نيرودا، واقول في هذه المناسبة ريكاردو لاغوس رئيس جمهورية التشيلي هو من منحني الوسام مع شهادة تقدير. للمهتمين فقط بدراسة شعر بابلو نيرودا بالعالم وهذا وسام عالمي. رغم ان ريكاردو لاغوس رئيس الجمهورية كان يمينيا وبابلو نيرودا يساريا، ورغم ذلك لم يهمشه ذكر العالم بقيمة هذا الشاعر في بلده. وكان فخورا به. 
{ تقولين دائما لماذا لا نتذكر حضارة الاندلس لماذا؟ 
- في الحروب الأهلية الفنان الذي يدعو للحياة والسلام يُهمّش مثل سانتي الكسندري في اسبانيا كان من المهمّشين طيلة وجود فرانكو في الحكم ومن ثم حصل على وسام جائزة نوبل فيما بعد. صحيح تم تهميشه ولكن عندما اتت الملكية الاسبانية كانت لصالح الاسبان كما ان الاندلس تصالحت مع تاريخها. لماذا لا نتذكر حضارة الاندلس؟. اسبانيا واجهت تاريخها وفي كتابي "الرحالة الاندلسيون كولومبوس واكتشاف اميركا اللاتينية" ستجدين الثقافة العربية الاسلامية الاندلسية هي نسيج لا يمكن سحب خيط منه في حضارة اميركا اللاتينية، فلماذا نحن نجهل هذا؟ ومن الذي يكتب عن تأثير هذه الحضارة في اميركا اللاتينية؟ الاسبان والاميركيون اللاتينيون، وهذا الكتاب بحثت فيه عن قناعاتي واتعبتني جدا الابحاث عنه. لكن كنت سعبدة لاني شعرت ان هذا الكتاب امنحه لوطني لبنان. 
{ ماذا تقول ناديا ظافر شعبان للبنانيين؟ 
- كيف يمكن القيام بنهضة ثقافية والكل يقول نمر بمرحلة مصيرية وعناصر القوة في الحياة هي التي تعطيكم القوة للسير نحو الامام ولمراجعة النفس ونبذ نفي الاخر ومراقبة سلوكياتنا الثقافية. لهذا اتمنى ان يثقف الاشيال انفسهم من خلال مصادقتهم للكتاب الجيد العربي او الاجنبي ليتجددوا ويكونوا لانفسهم شخصيات واعية تعرف طريقها بوضوح بمعزل عن القوالب التقليدية. نحن يمكن ان نتفاعل مع الحياة ونستفيد من تجارب الاخرين بما يتناسب مع تراثنا وحضارتنا.