بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2023 12:00ص العدالة المفقودة

حجم الخط
في غمرة الأحداث التي تغطي أنحاء كثيرة من أرض هذا الكوكب الأزرق يبرز سؤال مُلحّ يذكّر بقصة اليوناني ديوجين وهو يسير وسط النهار مشعلاً مصباحه ويجيب لدى سؤاله انه يبحث عن الحقيقة..
ويجدر السؤال الآن دون حاجة الى مصباح أين العدالة؟؟..
ويبدو ان العالم اليوم يعيش حالة انعدام لجميع مفاهيم القِيَم ومن بينها العدالة.
إذ كيف يُمكن أن يجري ما يجري الآن على سطح الأرض ويتناقض كلياً مع المواقف المعلنة من قبل حكومات وأنظمة وأشخاص يتحكّمون في كليّة القرار؟؟
فنحن نواجه كل يوم أمثلة حيث تتحوّل المعادلات إلى عكسها ويبدو ان كل شيء قابل للتغيير من جهات تملك القوة والتحكّم بحيث تصبح فوق كل المعادلات والقيم إلّا تلك التي تصفها هي وتجبر غيره على الإعلان عن صحتها أو المراوغة في التعبير عن واقع لا يقبل النقاش تحسّباً من عقوبات انتقامية تفرضها جهات القوة.
وهنا يخرج سؤال صارخ بأن هل القيم الإنسانية التي أوجدتها المجتمعات البشرية بعد مرورها بالعصور الوحشية والهمشية، هل هذه القيم الجديدة المفروضة قابلة للاستمرار مع واقعها العكسي؟؟..
من أهم القيم التي اتفق البشر على وجودها كونها تنظم العلاقات بين الأفراد والجماعات هي مفهوم أو قيمة العدالة وعلى أساسها بنيت مؤسسات وهيئات عالمية من واجباتها تحقيق هذه العدالة بكل تجرّد بعيداً عن هيمنة القوة والنفوذ، ولكن هل هذا سيتحقق؟؟!..
فأين هذه المؤسسات والهيئات؟..
عالم تسوده شريعة الغاب وما يجري الآن في فلسطين خير دليل على ذلك حيث ينطلق وفق المنطق الأعوج المتجاهل للتاريخ والجغرافيا والأخلاق والقيم إلى أن الجلاء هو الضحية ويحوّل الحق إلى باطل ويفرض ذلك بقوة النار والدمار.
عالم وحشي... لك ولنا الله يا غزة.