بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2024 12:00ص الكاتبة شيرين سبانخ لـ«اللواء»: أؤمن بأهمية تشجيع الأطفال على الإبداع والتفكير النقدي

حجم الخط
في قصة «دُق دُق»، استُخدمت الكاتبة الخيال بشكل كبير لتطوير شخصيات الأطفال، وتحفيز مهاراتهم بشكل عام. شخصية الزائر الصغير والكيس الغامض منتجين للخيال، تم توظيفهم بالقصة لتحفيز الأطفال على التفكير خارج الصندوق. الأطفال لديهم القدرة على تخيّل الشخصيات والأحداث غير التقليدية والتفاعل معها. لنلقِ نظرة على الكيس الغامض: الكيس الذي حمله الزائر الصغير هو عنصر يثير الفضول ويحفّز الخيال. يمثل الكيس مصدر للتساؤلات والاستكشاف. الأطفال يمكن أن يتخيّلوا محتوى الكيس ويختاروا القصص والمغامرات التي يمكن أن تكون مخبأًة به. وعندما تختفي الأصوات داخل الكيس، يمثل هذا تحفيزاً للأطفال لاستخدام خيالهم والبحث عن حلاً بما يرونه مناسباً. هذا التفكير الإبداعي يشجع الأطفال على فتح أذهانهم لتجارب جديدة ومختلفة، وعلى استخدام الخيال لحل المشكلات وتقبّل المتغيّرات. ومع الكاتبة شيرين سبانخ أجريت هذا الحوار:
- في هذه القصة، تُظهر التركيبة بين التكيّف مع الظروف وتقبّل الاختلاف بجمالية الحواس في الإنسان من خلال تجربة الشخصية الرئيسية «نزار». الشخصية الرئيسية تجسّد قدرة الإنسان على توظيف حواسه ومشاعره للتكيّف والتفاعل مع الأمور غير المألوفة والغامضة، مما يعزز فهمها للعالم وتطوير مهاراتها. على سبيل المثال، عندما اكتشف نزار الزائر الصغير الذي كان يحمل كيساً غامضاً يجلس على شباك الغرفة، لم يرفض نزار هذا الاختلاف غير المعتاد، بل قام بفتح الشباك للتفاهم مع هذا الزائر الغريب. القصة تسلّط الضوء على كيفية استغلال الخيال والإبداع لتطوير الفهم والتعايش مع التحديات والتنوع في العالم.
باختصار، تشجع القصة «دُق دُق» الأطفال على استكشاف المفاهيم المتناقضة، وتعزز قدرتهم على تحليلها والتفكير بشكل نقدي وإبداعي. مفهوم الأعلى والأسفل: عندما تراقب الشخصية الرئيسية الرجل الصغير يجلس على الحنفية في الحمام، تكون هذه مفهوماً متناقضاً، حيث يُفترض أن الحنفية تكون مكاناً منخفضاً في المنزل، لكن الرجل الصغير يصعد ويجلس عليها كالعنكبوت في الأعلى. هذا يمكّن للأطفال من فهم أنه يمكن النظر إلى نفس الأمور من منظور مختلف وكيفية التعامل مع المفاهيم المتناقضة بذكاء. مفهوم اليمين واليسار: عندما تبحث الشخصية الرئيسية عن مصدر الأصوات الغامضة الآتية من الشباك تنظر إلى اليمين واليسار ولكن تجدها خالية، ثم تنظر للأعلى والأسفل، هذا يعكس مفهوم الاتجاهات المتناقضة. يتعلم الأطفال من هذا المثال كيف يمكن لنفس المكان أن يظهر بشكل مختلف اعتماداً على زاوية النظر، وهذا يشجع على تطوير قدرتهم على البحث عن الحقيقة والتحليل من زوايا متعددة.
كمؤلفة لقصص الأطفال، أؤمن بأهمية تشجيع الأطفال على الإبداع والتفكير النقدي. إن خلق قصة غير مألوفة وشخصيات تتميّز بسحرها وفرادتها يمكن أن يشكّل تحدّياً كبيراً. لكن، عندما نقدّم للأطفال قصة تحمل رسالة حول التكيّف وتقبّل الاختلاف، نحاول توجيههم نحو الفهم العميق لهذه القيم والتحفيز على تجربة العالم بأساليب متعددة، من خلال استخدام الخيال وإبداع الشخصيات مثل الزائر الصغير والكيس الغامض في قصة «دُق دُق»، نساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم وبصمتهم التخيّلية. يمكن للأطفال أن يتأملوا في هذه القصة ويعيشوا تجربة الشخصية الرئيسية وتفاعلاتها مع العناصر الخيالية. كما يمكن أن يكون هذا تحفيزاً لهم للتحدث بأصواتهم الخاصة والتعبير عن أفكارهم بشكل إبداعي.
أشعر أنني حاولت تقديم شيء مختلف ومميّز في قصص الأطفال. عندما كتبت قصة «دُق دُق»، سعيت لاستخدام البساطة في اللغة والأحداث لخلق تأثير قوي. ركّزت على تشجيع الأطفال على ملاحظة التفاصيل في حياتهم اليومية واستكشاف حواسهم المختلفة والتفاعل مع العالم بطرق جديدة وإيجابية. أمل أن تمثل القصة شكلاً من الأدب الطفولي يسعى لنقل رسالة إيجابية حول التكيّف والتفكير الإبداعي.
بالطبع، هذا هو هدفي كمؤلفة، وأطمح أن تكون هذه القصة رسالة محبة تلهم الأطفال وتساعدهم على تطوير مهاراتهم وفهم العالم بشكل مختلف وممتع.