بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيلول 2020 12:00ص الهــوّة

حجم الخط
بين ما يجري على الأرض وبين من هم في مواقع السلطة بون شاسع لا يبدو فقط كهوّة بل أعمق من ذلك كأنه وادٍ دون قاع تعصف من خلاله ريح صرصر تزيد البُعد بُعداً حتى ليكاد الصوت لا يبلغ المسامع.

مآسٍ تغطي الأرض اللبنانية برمّتها قبل كارثة المرفأ التي أتت لتكمل على ما تبقّى من آمال اللبنانيين من استقرار وأمان بحدّهما الأدنى، فلا هم يطمعون إلى رفاهية ورخاء، بل إلى ما يؤمّن استمرار الحياة وتحصيل الهدوء والأمان بحدود استمرار الحياة دون رعن وهلع.

كل هذا يجري ومن هم في مواقع السلطة في مكان آخر لا بل كأنهم في كوكب آخر وها هم يتناكفون ويتصارعون ويتلاكمون كل بشدّ البساط إلى ناحيته ويحاول الحصول على أكبر قدر من قطعة الجبنة التي باتت غير صالحة للطعام على الأكثر..

الغريب ان الكل يصرخ..

المواطن المسكين الرازح تحت ثقل الخوف وارزاء الحياة بحَّ صوته من الصراخ دون جدوى.

والمؤسسات على اختلاف مستوياتها تجد الحل في صرف موظفيها إلى قارعة الطريق وتصرخ باحثة عن الاقفال لتقفل.

والمصانع.. والمزارع.. والأعمال الحرة.. والمؤسسات السياحية..

وكل نشاط في البلد يصرخ.

ثم يأتي مكمّلاً للكوميديا السوداء صراخ وزير الصحة منذراً ومتوعّداً بيوم آتٍ ستموت النّاس فيه على أبواب المستشفيات لعدم وجود التجهيز اللازم.

ويلاقيه وزير الاقتصاد بما يشبه ذلك، وكذلك وزير الزراعة إلى آخر من هم في مواقع  إيجاد الحلول..

وطن يعمّه الصراخ من جهة.. والأنين والدموع من جهة أخرى.

أمهات ثكالى وأطفال يتامى وعرائس آمالهم تحت الردم وطلاب لا يعرفون الی أين يوصلهم الوضع..

كل هذا ومن هم في القاطع الآخر من الوادي يتلهّون ربما بلعب النرد السياسي أو البلياردو حيث يتم قذف الطابة..

خافوا من فطر السموات والأرض.. فهناك يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون..