خبر مقتل لبنانييْن في انطاليا بتركيا حرقاً في أحد الفنادق الاسبوع الماضي خبر حزين..
وإذا أضفنا إلى هذا الحادث أخبار أخرى ترد من كل بلاد العالم عن مقتل لبنانيين في ظروف متعددة..
كل ذلك يجعلنا نتوقف أمام ظاهرة المقتل خارج الوطن الذي يحمل قساوة الموت بعيداً عن الأهل والأصدقاء والمعارف.
واللافت في حادثة انطاليا ان اللبنانييْن المتوفيْن كانا في رحلة سياحية ربما لتغيير الأجواء للظروف التي يعيشونها في وطنهم وبذلك يكونا قد انتقلا بين نارين..
نار واقع الوطن وظروفه المعروفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وهي الظروف التي تقتل حرقاً داخلياً ببطء والنار الحارقة في انطاليا..
الضيق الذي يعيشه اللبناني في وطنه يجعله يفكّر في بعض الراحة خارجه..
لكن الحظ والقدر يلعبان دورهما وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
لا أدري لماذا تتمسّك مخيّلتي فيهما وهما في وسط الاتون؟!
بماذا كانا يفكّران؟ وما هي المشاعر التي شعرا بها وهما على عتبة الانتقال؟..
لا ريب انها صورة العائلة والأحباب في الأرض البعيدة.. تغمّدهما الله بوافر رحمته.
أما نحن الذي نعيش النارين أيضاً على أرض الوطن، نار القيظ الذي يهديه لنا توهج الشمس، ونار صعوبة العيش في بلد تتوالد فيه الضغوط توالد الأرانب متنوعة ومتلاحقة..
فأهل السياسة من جهتهم يشعلون ناراً على مدار الساعة وكأنهم باتوا جميعهم من أتباع نيرون وهو يتمتع بمشاهدة حريق روما.
لا أدري لماذا لا يسافرون للسياحة في انطاليا؟؟