10 تشرين الثاني 2023 12:00ص ثقافة بلا صوت !..

حجم الخط
تهتزُّ المنطقة برمّتها ويُحكى سرّاً وجهراً عن خرائط جديدة تغيّر الحدود والكيانات، ويقف هذا الوطن الصغير على مفترق ينظر إلى الحرائق حوله وبينه وهو ساكن، ساكت، صامت.. يسأل عما يجري متأسّفاً متحسّراً ناظراً إلى عجزه بكل الأسى واللوعة، يخترع أنماطاً جديدة من الشتم والهجاء لزمرة حكمته وتحكمه لتوصله إلى ما وصل إليه من تردٍّ متعدّد الألوان والأحجام.
وطن يقف عند تقاطع خطوط وقرارات في الغرف السوداء المقفلة قد تعنيه وقد لا، لكنه في النتيجة معنى بكل ما يجري حوله.
كل هذه الحرائق ودخانها الكثيف، وكل هذه الأنهار من الدماء البريئة المراقة والجسم الثقافي مصاب بالبكم وكأنه قد ابتلع حنجرته.
مبدئياً ومن المتفق عليه ان الصوت الثقافي هو الصوت العالي الأقوى من أصوات المدافع وأقاربها، هو المنذر ما قبل ومضيء السبيل ما بعد.
فماذا فعلت مؤسساتنا الثقافية وسط كل هذا؟..
قوافل ملائكة الطفولة تذهب إلى خالقها كل يوم وجنى الاعمار من منازل بُنيت بعرق الجهد تُدمّر على رؤوس أصحابها وكل هذه المؤسسات الثقافية لا تسمع ولا ترى فلا نسمع بياناً صدر، أو وقفة تضامن من كل هؤلاء الذين يحسنون الكلام في كل شيء إلّا في قضايا المصير.. ونحن أمامها يذكّرنا الواقع بقصة النملة والصرصار..
عندما سألها قليلاً من خزينها فسألته:
- أين كنت أيام الحصايد؟!
فأجاب:كنت أنظم قصايد..
بعض التحرّك لرفع العتب..
أو أن وجودنا هو العجب..