18 أيار 2023 12:08ص د. حسان حلاق عاشق بيروت المحروسة

حجم الخط
كل التسليم بقضاء الله، عندما تغيب قامة سامقة كالدكتور حسان حلاق يغطي الحزن انفاس مدينته التي عشقها حتى النسغ.
لم يكن حسان حلاق مؤرخاً عادياً بل كان التاريخ والتأريخ وسيلة لتبيان مدى عشقه لبيروت.
كان منذوراً كقلة قليلة من اصحاب القضايا الذين يذوّبون عمرهم في عملية انصهار كلي مع قضيتهم.
كانت بيروت قضية حسان حلاق.
غاص عميقاً في مكنونات التاريخ الذي كان في اعلامه ليظهر مدى نفائس المدينة في كل المناحي، تاركاً في رحيله فراغاً لا يشبهه فراغ، فبصمته متفرِّدة تحمل جهد عمر وقصص النبضات الاخيرة من قلبه المحب ظل جاهداً في عمل دؤوب لاظهار ما خفي من تاريخ مدينة نذر نفسه في عشقها.
حسان المؤرخ العالم ترك ثروة لا تقدر بقيمة من مؤلفات تميز مضمونها بالصدق والجد.
لم يترك درة من درر تاريخ مدينة الا وأبرزه في جهد علمي مميز.
في المدى العربي لم يقصر الولوج الى قلب القضايا العربية وخصوصاً قضية فلسطين، فكانت ابحاثه ومداخلاته تلقي الضوء الساطع على زيف الادعاءات الصهيونية مبرزة عدالة القضية الفلسطينية والقضايا العربية عامة.
اما في مجاله الاكاديمي فكان أباً عطوفاً لطلابه المنتشرين اليوم في كافة انحاء الوطن العربي من المحيط الى الخليج.
رحل حسان المؤمن الى جوار ربه راضياً مرضياً تاركاً في قلوب محبيه ومعارفه غصّة عميقة.
ونحن في «اللواء» الذين عرفناه على مدى عقود كان فيها الفارس المجلي في كل ما كتب نتقدم من عائلته ومحبيه وطلابه بأحر العزاء مع الدعاء الى المولى عز وجل ان يجعل مقامه في جناته.