بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الثاني 2018 12:46ص د. مهى خيربك ناصر في «أحبها.. ولكن» الواقعية المثالية وتكويناتها الأكثر جدلية

حجم الخط
صممت الدكتورة» مهى خير بك « مجموعة من المعايير والقيم المثالية في رواية تنتمي لتاريخ ادبي يسمى الواقعية المثالية، وهذا يؤدي إلى إشكالية لا يعترف بها غالبية القراء وحتى النقاد. الا أنها من امتيازات النقد المجتمعي الذي يجمع بين المفاهيم الأدبية النظرية والجمالية المجتمعية المتنوعة مشيرة دكتورة «مهى خير بك» الى الكثير من الحقائق الإنسانية والحساسيات الايديولوجية، وهذا يعني أن الرواية هي خطاب دقيق متصل بالانسان المثالي، والكمال دون أن تنسى الرومانسية وردات الفعل الاجتماعية بفن روائي تمثيلي ذي موضوعية تقضي على الأنا، وتجعلها في الشخوص التي هي الأبرز في تلخيص المواقف الواقعية المتخذة من العقبات او العقد مستويات دلالية هي مجرد انعكاس للحدث بجوانبه كافة، وصولا للاخلاق الحميدة التي تزرعها بتؤدة وعمق ادبي. لتنبت في أفكار القارىء بصرامة وسلطة مارستها، لتجمع بين البشرية عبر الافكار التي تؤمن بها انسانيا، مؤكدة على قوة القيم الإنسانية في روايتها أحبها..ولكن. فهل من عقيدة افلاطونية تمسكت بها في روايتها؟ ام هو الواقع الاجتماعي المتفسخ الذي يحتاج لرؤى مثالية غير مبتذلة في رواية تتطلع كاتبتها نحو المثل العليا في الحياة لتطهير الأنفس من الخبث والشر، ومحو الصراعات المختلفة من خلال زرع المثل « الإنسان الحقيقي يا نور يتسلح بالقيم الإنسانية، وإذا فقد هذه القيم، لا يكون انسانا، ليست الإنسانية شعارات يطلقها حكام العالم، الإنسانية ممارسة دينية وحضارية واخلاقية وفكرية وابداعية، الإنسانية لا تحدها تعريفات، إنها مطلق حقيقة الإنسان وجوهره». 
سمة اسلوبية واقعية تتسم بالجدية وكفاءة السرد المحتفظ بهوية طبيعية تحليلية لادب روائي احتدمت فيه الرؤى اللغوية وسماتها الدلالية، وعبر عدة مستويات تتشابك مع بعضها البعض، وبتطور لمفاهيم زمنية ومكانية، واخرى بين هلالين حدسية اثارتها عبر التساؤلات لاثارة ذهن القارىء ونفي الأنا. إلا أنها تشكل جزءاً من كل وبالعكس. مندمجة بالمعايير الروائية بين الرواية البرجوازية الكلاسيكية والرواية الواقعية القومية والمثالية ايضاً، وعبر الخطاب الروائي الموجه الذي تُرتّق به «مهى خير بك» التمزق الاجتماعي بعد الحروب التي تتسبب بالقتل، والتشرد مما عكس واقعا ايديولوجيا صورت من خلاله الكثير من التشرذم الذي وقع اثناء الحرب الاهلية اللبنانية، وحصد الابناء ما نتج عنه. الا أنها جنّدت الشخصبات لخدمة المثل والقيم والاخلاق والرومانسية والحياة الشريفة والعشق الحلال وما الى ذلك. وكأنها تقول للقارىء علينا ان ننظر الى المستقبل بعيون خالية من الطائفية والمذهبية. «فالإنسان أخو الإنسان إلى اي دين انتمى «فهل تتماشى احداث رواية» احبها... ولكن» مع الواقعية المأساوية وجمالية النفحة الشاعرية في الرواية وقنوت اللغة بتمثلاتها الفنية كافة؟ أم هي مسألة القيم الإنسانية وانسيابها التلقائي مع اسلوب الواقعية المثالية الذي تكون منه الخطاب الروائي في رواية أحبها..ولكن ؟ 
تتعالى دكتورة «مها خير بك» عن التشدد في مثاليتها الروائية منتفضة على الذات وموزعة مشاعرها النبيلة على شخصية جوهرية تسربت لاشعوريا من تطلعاتها المختزنة الكثير من الشخصيات التي تتخذ في ابعادها مفهوم الشكل وتغيراته في الرواية المثالية، وبجذرية ذات خصوصية تجذب الانتباه نحو الشخصية الرئيسة، وهي نور/ميشلين بينما الشخوص الاخرى ما هي الا الخيوط التي تنسج حول نور واقعا هو التمثيل الحقيقي لرؤية بسيطة في مسعاها، معقدة في تكوينها، لان الواقعية المثالية في الرواية امتدت بدرجات مختلفة نحو التكافؤ في التطهير او ازالة تدنيس النفوس في الحروب التي جعلت من الأم التعسة بدرية أماً لطفلين اخرين، والام جانيت تستنطق شريط ذكريات نور والشيء «الطبيعي أن تخبر الأم أبناءها عن طفولتهم» وهذا التطهير فرض عالما حقيقيا ذا تمثيل عقلي يؤدي الى نتيجة حددتها القيمة الواقعية او المثالية، وشروط هيكلها في رواية ذات نظم حوارية، وتكوينات دلالية تناسب مستويات الكينونة الواقعية التي اتخذت منها نظرتها نحو الكمال الانساني او المثالية في جوانب الحياة كافة، وخاصة الأمومة وما تحتاجه من مثل عليا. لتحقيق الأهداف الانجذابية لمستقبل يجب التخطيط له، لجيل المستقبل او جيل جاد الجديد. فهل تبحث دكتورة «مهى خير بك» عن الإستقرار الوجودي في وطن عربي نشبت فيه الصراعات بمختلف انواعها؟

dohamol@hotmail.com