بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آذار 2024 12:00ص دروس التاريخ

حجم الخط
التاريخ أستاذ، لديه من الأحداث ما يفعم جعبته بدروس هي أشبه بالمواعظ المتوجب الاستماع إليها لكل من تولّى مسؤولية شعب ما أو حكم ما أو حتى مجموعة ما، دروس ومواعظ يدلّ على الطريق الواجب اتباعه للوصول إلى الأمان ورغد العيش.
وكثيراً ما يتولّى مراكز القرار من ليس له علاقة بما جرى وبما سيجري وإنما يهمّه الحاضر الذي هو في النهاية ابن الماضي ومؤشر الآتي وبالإضافة إلى ذلك حمل صفات في تركيبته النفسية والعقلية ما يعيق وصوله إلى حلول مطلوبة، ومن هذه الصفات العناد الذي لا يوصل إلّا إلى ما هو سلبي، ولعدم إدراك البعض للتأثير البغيض لهذه الصفة ما يصفه عما هو إيجابي كما فعل زياد الرحباني في وصفه شعب وطنه بــ (الشعب العنيد) أي العقل اليابس الذي لا يجدي الحوار معه.
وعلى سيرة الحوار الذي قد يتحوّل إلى جدال أمثلة كثيرة يذكرها التالي ويذكر كيف أوصلت إلى أوخم النتائج إذا لم تكن العقول متفتحة لتقبّل الرأي الآخر على الرغم من هول المخاطر التي تترتب على عدم جدوى الحوار أو الجدال وعدم وصوله إلى نتيجة وقد تكون أفضل الأمثلة على ذلك ما حدث في انهيار الامبراطورية البيزنطية وكيف أدّى الحوار أو الجدال حول جنس الملائكة إلى وصول حالة الضعف والتردّي وهي التي أوصلت إلى الهزيمة على يد الأتراك العثمانيين في معركة (ملاذكرد) وأنهت الوجود البيزنطي كدولة.
دروس التاريخ كثيرة، لكن العبرة في الاستفادة منها لاسقاطها على الواقع الحاضر المحفوف بالخطر الجديّ.
لكن العبرة في من يعتبر.