بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الأول 2023 12:00ص درية فرحات لـ«اللواء»: «الحرف ينطق بما في هذه الحياة»

الكاتبة درية فرحات الكاتبة درية فرحات
حجم الخط
رسَخت الكاتبة والقاصّة درية فرحات الحكاية التي تقودنا إلى مفهوم بناء السرد القصصي الشهرزادي في مجموعتها القصصية «إحكي يا شهرزاد» عبر قصص تريدها أن تبقى في الخيال الجماعي من الزمن الذي تعيش فيه الحداثة والنهضة التكنولوجية، وتأثر المرأة الملتزمة أخلاقيا بالمبادئ الإنسانية التي تؤمن بها، وتقودنا إلى التحديات التي قد يُنظر إليها أنها من قضايا المرأة الخاصة بالأدب النسوي الذي لا أؤمن بتخصيصه أنا شخصياً، فقصصها وإن اتخذت نوع الحكايات الشهرزادية بشكل عام إلّا أنها تلامس قضايا المرأة في الوطن العربي، وفي عصر تكنولوجي بامتياز. فالأيقونة النسوية الشهرزادية لألف ليلة وليلة تستكملها المرأة عبر قصص وضعت لها المعايير السردية الخاصة بها، حرصت من خلالها على إبراز جمالية الفن القصصي بمعاييره الأكاديمية التي لم تنفلت منها، وهي كاتبة وباحثة وقاصّة أكاديمية لبنانية تعمل في المجال البحثي والتربوي والتعليمي، لها العديد من الدراسات الأدبية ومعها أجريت هذا الحوار:
{ خلود قضايا المرأة مع شهرزاد، هل هذا هدف مجموعتك القصصية؟ وما مدى القيود الملتزمة بها قصصيا؟
- هذا السؤال ينقسم إلى شقين: الأوّل منها يرتبط بالمضمون، والثاني يرتبط بتقنيات السّرد.
بما يتعلّق بالجانب الأوّل نعم، يمكن القول إنّ هذه المجموعة تهدف إلى إثارة قضايا تهمّ المرأة، ومن العنوان هو دعوة لهذه المرأة بالحديث والتّعبير عن ذاتها، وعن شؤونها ودواخلها، واختيار اسم شهرزاد هو برمزية هذه الشّخصيّة التي عبّرت عن القهر والمظلومية التي وقعت على المرأة. ويهمّني التّوضيح أنّ هذه الدّعوة للمرأة لا يعني الانسلاخ عن مجتمعها، إنّما هو رفض لبعض الموروثات التّقليديّة التي تكبّل المرأة.
أمّا تقنيّات السّرد فيمكن القول بأنّ المجموعة تنقسم بين القصة القصيرة، والقصة القصيرة جداً أو القصة الوجيزة. ومن الطّبيعي أنّها التزمت بخصائص هذين النّوعين، وأعتقد انّ هذا الحكم أتركه للنقّاد، وإن كنت ناقدة، لكنّني أتجنّب أن أحكم على نصّي.
{ لماذا البداية بالصوت والتركيز على الحس السمعي في حكاية شهرزادية؟
- الأدب هو عمل فنيّ يقدّم بواسطة اللّغة المكتوبة، والقصّة من هذا الأدبّ، ولا بدّ أن يتداخل في هذا العمل التّصوير البصري والسّمعي والمشاهدة، فعبر التّصوير البصري يمكن تقديم اللّغة الشّفهيّة أو الكتابيّة لوصف المشاهد، وإدخال السّمع أيضاً يقدّم للمتلقي القدرة على الاندماج مع النصّ، فيمكن أن يتصوّر المشهد في عقله بناء على ما يسمعه ويشاهده، وكلّنا ندرك تأثير الحواس فينا، ويمكن من خلال هذه الحواس إحداث التّأثير لدى المتلقي، ويسهم في إيصال المشاعر والأفكار، وقد تجعل العمل أكثر واقعية وحضوراً.
{ شهرزاد العصر الحديث والانتقال من حدث لحدث مجتمعي دون الابتعاد عن انتقاد المجتمع اللبناني؟ هدف كتابي أم رسالة أدب؟
- عندما يبدأ اليراع في خطّ ما رأته العين وسمعته الأذن، فإنّ الحرف ينطق بما في هذه الحياة، لأنّ الأدب تعبير عن الحياة ينقل ما فيه من ألم وسرور ومختلف المشاعر، لكنّ انفعال النّاقل يتدخّل في التّعبير، وقد يكون قاسياً أحيانا ولطيفاً أحياناً أخرى بحسب التّجربة، لهذا فأنْ يكون النتاج الأدبي يقدّم نقداً وهدفاً كتابيًّا هذا أمر وارد، ولعل هذا ما يميّز العمل القصصي، فهو وإن كان في جانب منه له غاية جماليّة ويهدف إلى الإمتاع، فإنّه أيضاً يهدف إلى تقديم رسالة، وهكذا كانت هذه المجموعة التي اتّخذت من ثيمة المرأة وقضاياها نافذة لتوصيل الرّسالة.
{ حكمة وخيال وفوز قصصي هدف أم تقويم أدبي؟
- في لحظة الكتابة يكون الأمر تعبيراً عن التّجربة، أو تصويراً للمشاعر، وقد تتدفّق الأحاسيس والأفكار فيتعثّر اليراع، ويحتاج الأمر إلى نضج الحالة الشّعوريّة، عندها لا يكون التّفكير في الفوز القصصي، وقد لا أضع في ذهني هذا المتلقي النّاقد، وأفكر بما يمكن أن يكسب رضاه، حتى أنّني أقصي حسّ النّاقد في داخلي، كي ينطلق التّعبير عن التّجربة من دون خوف أو وجل من حكم أو نقد. وطبعاً هذا لا يمنع من إعادة قراءة ما كتبت لكن بعد أن أكون قد خرجت من لحظة ولادة النّصّ.
في الختام اسمحي لي أن أشكرك على هذا اللقاء، والشكر للصفحة الثّقافيّة في جريدة «اللواء».