بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 حزيران 2020 12:00ص دمعة أبو سليم

حجم الخط
المشهد على الشاشة من على كورنيش الروشة، إعلامي خليجي والفنان صلاح تيزاني (أبو سليم) في حوار ابتدأ بحديث الإعلامي الخليجي عن تاريخ أبو سليم الفني وكيف أضحك الملايين وأدخل السرور إلى قلوبهم.

الإعلامي يتحدث وأبو سليم يستمع ويقول بين الفينة والفينة (كتّر خيرك) (الله يخليك).

إلى أن وصل الحوار إلى سؤال عمّا يتمنّاه الفنان الذي تجاوز التسعين فيقول: كل ما أتمناه أن أكون مستوراً في آخر عمري ولا أتبهدل.

لا يهون علينا ذلك.. يقول الإعلامي... الدنيا بألف خير.

ثم يقدّم لأبي سليم بوليصة تأمين شاملة مع راتب شهري لمدة سنتين مع مساعدات أخرى.

بانت المفاجأة عليه والحيرة أيضاً والإرتباك إلى حدّ ما إلى أن استوعب الأمر فتكرّرت عبارات الشكر..

فجأة.. تجهّم وجهه وكرّت دمعة من عينه وأدار وجهه ناحية البحر.

إلى هنا.. انتهى المشهد.

لنتوقف قليلاً عند دمعة أبو سليم وماذا تعني؟..

لا بدّ وان ما دار في خلده في هذه اللحظات هو كم تمنّى أن تكون هذه التكريمات والمساعدات من الجهات المعنية بشؤون الثقافة والفن في وطنه.

ولكن هناك الكثير من الخطابات له ولغيره من هذه الجهات المعنية كلها طنّانة رنّانة وتحتوي الكثير من مزيّنات اللغة، وهناك الكثير من التصفيق وسرد تاريخ الرجل.

ولكن.. هذا وحسب..

فالخطابات لا تسدّد حساب محل السمانة أو فاتورة الكهرباء أو ثمن الدواء أو فاتورة الاستشفاء.

الخطابات كلام في الهواء..

يقولون ان العين بصيرة واليد قصيرة..

ويغمر النسيان المتعمّد أو التجاهل المقصود عشرات المليارات من الدولارات المسروقة من الخزينة العامة لتنتفخ بها أرصدة البعض ممن هم في موقع المسؤولية أو حولها أو من بطانتها..

سرقات موصوفة مع أنانية مقرفة..

قافزين فوق المصلحة الوطنية بأن الفنان والمثقف هو الواجهة المضيئة الفعلية للوطن.. وليس هم.

همّهم انتفاخ الأرصدة والطائرات الخاصة والسيارات الفخمة والرفاهية المفرطة... والباقي لا مجال عندهم للتفكير به.

الوطن بالنسبة لهم بقرة حلوب هي مصدر للسلب والنهب وتكوين ثروات خيالية..

وما يزيد من القهر تصريحات وخطابات عن الوطن والوطنية (كتلك التي تحاضر في العفّة).

أبو سليم عذراً... فلتسامح وطنك على تقصيره تجاهك وتجاه غيرك.. ونقول لك ان دمعتك غالية.. وغالية جداً على كل من عرفك ورافق مسيرتك الفنية.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.



إلياس العطروني