بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الأول 2023 12:00ص (سيزيف) اللبناني

حجم الخط
ما أشبه وضع المواطن اللبناني هذه الآونة بأسطورة (سيزيف) وصخرته، الصراع بين الأمل والخيبة.
سيزيف كانت الصخرة التي يرفعها إلى رأس الجبل تحمل معها الشعور بالإنجاز وما يتبعه من راحة لكنها تعود تنحدر نزولاً لتعود إلى نقطة الصفر.
اللبناني اليوم يعيش نفس الحالة..
تتوالى الأنباء عن موفدين متعددي المنابع، جاء الفرنسي، ذهب الفرنسي، خماسية متفقة لكنها مختلفة، أتى القطري، حاول القطري جهده ويحاول الخ..
لم يعد بعيداً عن مشكلة اللبنانية وصخرة أزمته وهو قابع يتنقل ما بين الأمل بالحل يتبعه شعور الخيبة.
وهذا الشدّ والرخي يزيد من حالته البائسة التي تترافق مع صعوبة العيش بأبسط مقوماته، يشعر بنتيجة تفاؤله بأن الحل قاب قوسين أو أدنى وأن اللقمة في الفم وان الغيمة على رحيل فيستبشر خيراً ويبدأ بترتيب حسابات جديدة قبل أن يتبيّن السراب من الحقيقة وأنه يراوح مكانه بانتظار رحمة الله.
والقيّمون على شأنه في احدى حالتين: إما انهم لا يعلمون ماذا يفعلون لأنهم تائهون ضائعون ضعفاء... وتلك مصيبة..
أو أنهم يعرفون ماذا يفعلون (وأرجح ذلك) فتكون المصيبة أعظم.
ولا يعنينا ما إذا كان (سيزيف) قد نجح في إيصال صخرته إلى قمة التلة، ولكن تعنينا حياة ملايين (السيزيفات) الذين يرجون الخلاص من جحيم أرضي أوجدته العصابات والمافيات وضعاف الأنفس.
ولا يملك اللبناني إلّا الانتظار، والانتظار أحياناً أو غالباً ما يكون طاحونة الداخل فهل وضعه ما زال قابلاً للطحن؟!..
لا أدري مدى صحة أسطورة سيزيف وصخرته ولكن الأساطير تُبنى لهدف إعلان مضمون ما، لكن ما يجري عندنا هو حالة سيزيفية حقيقية.. أما آن لهذا الوطن أن يرتاح ولإنسانه أن يحيا؟..