بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 نيسان 2024 12:37ص شهيدة بلا اسم

حجم الخط
‎‎أطلّت علينا من على شاشة تلفزيون الواقع وردة نضرة بدت كشعاع فرح ونبض حياة..
‎طفلة في الخامسة أو السادسة من عمرها الطري في لمعان عينيها طوفان براءة ودنيا واسعة..
‎راحت الكاميرا ترصدها في حالات عدة..
‎في غرفة نومها الزهرية تداعب ألعابها وتحضن بعضها وترتب البعض الآخر في عالم جميل.. هو عالمها.
‎في لقطة أخرى تعوم في شبه مسبح فرحة في كونها تشبه سمكة حرّة..
‎تناديها أمها للخروج من الماء لكنها ترفض في عناد طفولي محبب يمتزج فيه الدلع مع إثبات الذات..
‎لكنها خرجت من الماء إلى حضن الأم..
‎في لقطة ثالثة تلعب مع قطتها التي تشبهها، تتحدث معها في محبة وارفة والقطة تدور حولها في إغراء أنيس.
‎لم يقل أحد عن اسمها لسبب غير معلوم..
‎ربما لأنها تمثل حالة هيولية أراد الله من خلالها ومن هم مثلها إبراز كم في الإنسان من براءة ونقاء.
‎انتهى الفصل الأول من ما نشر..
‎وكمثل كل تضاد في الدنيا من ليل ونهار وقوة وضعف وجمال وقبح كان الفصل الثاني من حكاية الطفلة التي لا تحمل اسماً..
‎في طوارئ أحد مستشفيات غزة هي بعينها مضرّجة بدمائها بلا حياة ولا اسم بعد أن تحوّل كل شيء إلى أرقام..
‎طارت مع رفوف ملائكة صغار مثلها إلى السموات العلى لتحكي هناك ما يعلمه خالق السموات والأرض من جور الإنسان وظلمه..
وبالمناسبة.. سلاح جديد لقاتلها..
‎وبعض ما يسدّ الجوع إذا وصل..