أطلّت علينا من على شاشة تلفزيون الواقع وردة نضرة بدت كشعاع فرح ونبض حياة..
طفلة في الخامسة أو السادسة من عمرها الطري في لمعان عينيها طوفان براءة ودنيا واسعة..
راحت الكاميرا ترصدها في حالات عدة..
في غرفة نومها الزهرية تداعب ألعابها وتحضن بعضها وترتب البعض الآخر في عالم جميل.. هو عالمها.
في لقطة أخرى تعوم في شبه مسبح فرحة في كونها تشبه سمكة حرّة..
تناديها أمها للخروج من الماء لكنها ترفض في عناد طفولي محبب يمتزج فيه الدلع مع إثبات الذات..
لكنها خرجت من الماء إلى حضن الأم..
في لقطة ثالثة تلعب مع قطتها التي تشبهها، تتحدث معها في محبة وارفة والقطة تدور حولها في إغراء أنيس.
لم يقل أحد عن اسمها لسبب غير معلوم..
ربما لأنها تمثل حالة هيولية أراد الله من خلالها ومن هم مثلها إبراز كم في الإنسان من براءة ونقاء.
انتهى الفصل الأول من ما نشر..
وكمثل كل تضاد في الدنيا من ليل ونهار وقوة وضعف وجمال وقبح كان الفصل الثاني من حكاية الطفلة التي لا تحمل اسماً..
في طوارئ أحد مستشفيات غزة هي بعينها مضرّجة بدمائها بلا حياة ولا اسم بعد أن تحوّل كل شيء إلى أرقام..
طارت مع رفوف ملائكة صغار مثلها إلى السموات العلى لتحكي هناك ما يعلمه خالق السموات والأرض من جور الإنسان وظلمه..
وبالمناسبة.. سلاح جديد لقاتلها..
وبعض ما يسدّ الجوع إذا وصل..