بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الأول 2023 12:00ص صرخة مردوك

حجم الخط
الصديق مردوك الشامي الشاعر الفاعل في الوسط الثقافي والحامل على كتفيه أثقال ذكريات عبرت تعني البعض ولا تعنيه، والسابح في بحر يحاول عبثاً الاقلال من ملوحته وسماكة كثافته النوعية..
مردوك بلغ السيل الزبى معه فصاح عبر أحد المواقع الثقافية وقد فاض به الكيل ساخطاً على وضعٍ متردٍّ يسبح على فقش موج بحر لا يعرف أغواره.
صال وجال نزولاً وصعوداً ذهاباً وإياباً وهو يرى في الداخل ما لا يرى من الخارج فيكظم الغيظ ويحبس في النفس حتى لامس المعادلة العلمية بأن الضغط يولّد الانفجار.. فانفجر..
أصابه الملل لغزارة ما عاين من علل.. واكتشف كم من السخافة في هذه المسافة فاختار البوح وليس أعزّ من الروح.
حمل شعره وخزينه وجاء مستكشفاً وها قد بات مستقرفاً.
أشعر صدمته حديثاً بعد أن عرفناها قديماً، فالاصطدام بالفيروسات والطفيليات يسبب القشعريرة أحياناً.
مردوك يستحق التهنئة على طول أناته وصبره، فبعضنا يعرف ما عانى قبل بوحه، تلك المعاناة التي اشترت العلل لجسده، شفاه الله.
المشكلة ليست جديدة.. لكنها تتفاقم، تكبر وتتدحرج ككرة ثلج، بدأت مع جماعة شعر و«تي. اس. إليوت» والأرض الخراب والحداثة وتوابعها.
لكن تلك الفترة كانت لها مكابحها ومضامينها ولها فرسانها من حيث انتقاء القمح من الزوان، وهي الفترة التي بقي منها الصديق الشاعر شوقي أبي شقرا وقلمه الأحمر بخصوص النشر بعد التنقية لما يستحق النشر.. أو سلة المهملات..
لكننا اليوم لا مكابح ولا مصافٍ فتكون النتيجة هذا الفلتان المبكي يسبب ما يسبب ومن بينها صراخ الصديق مردوك.
نفهم صرختك يا صديقي ونقدّر جراح خزينك..
هو مشهد من مسرحية تعمُّ كل شيء..
يبقى أن تستمر الأقدام ثابتة على الأرض.