بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 كانون الأول 2023 12:00ص علاء البلداوي لـ«اللواء»: «أنا أحاول جاهداً أن أصل لصخب ألوان الحياة التي تؤثّر فينا كليّاً»

الفنان التشكيلي علاء البلداوي الفنان التشكيلي علاء البلداوي
حجم الخط
يتأثر البصر بشكل حيوي عند تأمّل لوحات الفنان التشكيلي «علاء البلداوي» المولود في العراق، وبتجدّد دائم في التفاصيل الفنية الخاصة بقوة دمجه للألوان المثيرة ذهنيا، للمعاني المحبوكة تشكيليا مع الخطوط وحواراتها الداخلية في مساحات تُشكّل نوعا من المحاكاة المفتوحة زمنياً، إذ من الطبيعي بعد ذلك أن يتابع المُتلقي شغفه بالألوان في لوحات دقيقة رمزيا، وقوية لونياً، وبتعابير ضوئية وفراغية يتلاعب بتفاوتها وبتدرجاتها وحتى تضادها، وتنمّ عن حب الحياة وقوة البقاء، والتأثر بلغات العصر الذي يعيشه «علاء البلداوي» بين قوة التراث البغدادي والألوان القوية في طبيعة لم يغادرها لونياً، وبين المغزى الواقعي لتحليل لوني يتعاطى معه بجرأة تشكيلية.
{ هل أعتبر لوحاتك انفتاح على الواقع بشكل رمزي؟ ومتى تلجأ إلى التعبير الرمزي القوي الرؤية؟
- تأثيري بالرمزية من تجارب وأفكار تصاغ لهذه المدرسة العميقة... بالفكر والواضحة بالرمز... للمحاكاة بين المتلقّي وما يعيشه هو من واقع وتأثيرات نمرّ بها ونعيشها منها مفروضة علينا ومنها، من عاداتنا وأطباعنا. أما غايتي في الرمزية التي تجول في خاطري فهي لم تظهر على فضاءات لوحتي بعد، ولكنها مخزونة في مخيّلتي. وما نقصد بها هي الرمزية والتجريد، الرمزية المختزلة وهنا، أرى نفسي وحضوري بما أسميته الرمزية القوية.
{ ألوانك صاخبة وتحمل ألف معنى كما أنها بدرجات حارة بصرياً رغم برودة بعض الألوان؟
- أما بالنسبة لألواني، فالحقيقة وما أشعر به من الألوان وما أشهد من ما موجود فقط في مخيلتي. فحرارة الشمس والحياة أقوى بكثير من الألوان الحارة التي نراها على اللوحة، وأحاول أن أضع المُتلقي بموقع الشعور بلون الحياة الحقيقية رغم الأشكال غير الواقعية. وبذلك لا تقرب أكثر من مخيّلة المتلقّي وشعوره باللون.
{ تمثل الألوان في لوحاتك نوعا من اللهب الضوئي إن صح القول أو رؤية حادّة لواقع تمثله في نماذج جمالية لها عدة ايحاءات تبعاً لثقافة الرائي، ما رأيك؟
- أنا أحاول جاهداً، أن أصل لصخب ألوان الحياة، التي تؤثر فينا كلياً. لو تخيّلتي أن حياتنا بدون ألوان، ما يكون شكلها؟ عمة الألوان في حياة الإنسان كبيرة جداً، لا يشعر بها جيداً إلّا حين فقدها. أنا أحاول في بعض مواقع اللوحة أن أحرك عقل المُتلقي من خلال اللون، واحساسه من ترابط بعض الألوان وتأثير اشعاعها على العين، باختزال بعض الأشكال الواقعية.
{ الفنان علاء البلداوي، لماذا جبران خليل جبران في لوحة ومتى ترحل نحو الأدب من خلال الفن؟
- من خلال قراءاتي للأديب جبران خليل جبران، أنا سوف أكمل ما بدأته من أعمال ودراسة بأسلوب متفرّد، أعمل عليها بما تحاكي من صور وحكايا مؤثرة في الفن المعاصر.
{ الصمت البصري المُتأصل في الألوان هل أعتبره إيقاعات تحاكي من خلالها الذات ومن ثم الآخرين؟
- أنا في أعمالي أعمل على اللون أكثر مما أعمل على الأشكال، لكنني دائما أفكر بألوان غير موجودة أصلاً... أنا لا أجد صمتاً بصرياً بالألوان، أبداً بل العكس كل لون له حكاية وتأثير بصري الخ... هذا يعتمد على عمل الفنان والرؤيا البصرية والشفرة الموجودة بين الألوان وكيفية تحليلها بصرياً.
{ منظور فني متأصّل في حركة الأحجام والأشكال والألوان وكأنهم في عاصفة تحجمها ريشتك تبعاً لرؤيتك الخاصة في الفن، ما رأيك؟
- في كثير من الأحيان عندما أقبل على عمل هناك رسام يدلّني في عقلي الباطن، أي هو اللاشعور، في بعض الأحيان أرسم ولا أعرف لماذا اخترت تلك الأشكال والرموز والألوان للوحة ما وأرجع لأجد نفسي أغيّر ما رسمته، إنها اختلاجات وتأثيرات متغيّرة وهذه هي الحياة.