بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2023 12:30ص عن انتحار بيار صقر

حجم الخط
انتحر الاسبوع الماضي المواطن اللبناني بيار صقر في مدينة زحلة بإطلاقه النار على نفسه من بندقيته.
حادثة انتحار واحدة من ضمن حالة عامة تشكّل ظاهرة تتفشى ويزداد ظهورها كل يوم مع ازدياد الانهيار الاقتصادي في البلد وانعكاسه على الوضع الاجتماعي.
والانتحار بسبب ضيق ذات اليد معروف ومعروفة أسبابه منذ زمن بعيد ولكن ليس بهذه النسبة العالية التي تصدم بحصولها عقول الناس ولكن ليس ضمائر وعقول الطبقة الحاكمة والتي تبدو غير مكترثة لما يحصل لأناس هي مسؤولة عن تأمين الحياة الكريمة لهم والاستقرار المادي والنفسي.
وإذا أردنا تحديد المسؤولية في هذا القتل (أجل القتل) فالانتحار هو عملية قتل عن سابق تصوّر وتصميم حتى ولو كانت بقتل النفس وليس بقتل الآخرين..
إذا أردنا تحديد المسؤولية علينا قراءة الوصية التي كتبها بيار صقر ونشرها على الـ(فايسبوك) قبل قتل نفسه..
ماذا يقول بيار؟!..
يقول انه مكث في منزله لمدة ثلاث سنوات بعد أن أقفل معمله بسبب الحالة الاقتصادية المتردّية والتي تزداد تردّياً.
هو ملخص يعني الكثير..
يعني بمعى آخر..
لو ان الحالة الاقتصادية كانت عادية ومستقرّة لما كان بيار صقر قد اضطر لإقفال معمله والمكوث في المنزل عاطلاً عن العمل وبالتالي ضيق ذات اليد ومن ثم الانتحار نتيجة لذلك.
أي بالمحصلة فهناك من قتله ويقتل غيره، منهم من يقتل بالانتحار وغيرهم من يقتل ببطء عن طريق مسدس كرامته أو اضطراره للموت عن طريق مد اليد في حالة لم يعتد عليها طوال حياته، فالموت المعنوي أحياناً أشدّ مرارة من الموت الفعلي.
لكن المشكلة ان المتربعين على كراسي السلطة لا يرون مشكلة في ذلك ولا يجدون في ذلك همّاً ويديرون كما أداروا الأمور التي أوصلت إلى ما وصلنا إليه جميعاً وتبدو حالة بيار صقر حالة واضحة من ضمن حالة عامة مستترة..
هل الحالة مرشحة للاستمرار؟...
وهل هنا رات (بيارات) على الطريق؟..
ما دام الحال على هذا المنوال وما دام الممسكين بالمقدرات هم هم فسنرى في كل صباح بيار صقر جديد.