بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آب 2023 12:00ص فكرة التلاشي والتلاقي والتزامن البصري في أعمال الفنانة الألمانية كيم كلودج

من أعمالها من أعمالها
حجم الخط
تهدف الفنانة الألمانية «كيم كلوج» (Kim Kluge) لتجسيد فكرة سمفونية الألوان البصرية الخاصة بالإبرة واللباد والألوان, لتفجير الإحساس السمفوني والشعور بقيمة القطعة الفنية، الإنقلابية على كلاسيكيات الفن التشكيلي من فرشاة وألوان وخطوط ومقشط، وما سوى ذلك من شروط تشكيلية تقوم عليها أسس اللوحة، وفق نغمات قطعة اللباد، وهي من الألياف الطبيعية، كمادة أساسية تشكّل قاعدة للوحة التي يتم نسجها بارزة أو مسطحة متنافرة من الألوان البعيدة عن فكرة التشابه المرئي والحسي والإيقاعات ضمن النغم الذي تستحضر من خلاله الإحساس الطبيعي بخلايا اللوحة التي تنبض بقواميس بدائية تتشكل منها قطعة اللباد، وكأنها تستحضر الفن اليدوي من خلال الإبرة واللباد بقدرات تحسم من خلالها الحقائق والأفعال المرتبطة بنغمة اللون التي يمتصها اللباد تشكيليا، ويتفاعل معها بشكل حيّ، لنشعر أنها تغرز الألوان بشكل موسيقي في خلايا صوفية تتشرّب السوائل، وتتشكّل تبعا للإحساس والرؤية، لاختبار الشكل اللوني الذي يتماوج ضمن إيقاعات المادة نفسها، وكأنها قطعة تحيا عليها فيروسات الألوان، وتعشش في الشكل الذي يتحدد من اللون نفسه المعزز بفكرة التلاشي والتلاقي، والتزامن البصري بين الإيقاع واللون، وبين المادة والإحساس بالشكل كتعبير إيمائي لا يخلو من إيقاعات عميقة، غارقة بما هو مكرّس لفن تشكيلي تقليدي وفق سمات انتفضت عليها كيم كلوج لخلق سمفونية من اللبّاد الذي يصعب السيطرة عليها عندما تسيل عليه الألوان لتأخذ طابعا حركيا لإيقاعات تحتل مكانة الفرشاة مقارنة بالإبرة الخاصة التي تستخدمها في رسم النوتات عبر تقنيات جديدة رغم أنها قد تكون تقليدية عبر مادة اللباد إلّا أنها مكثّفة من حيث الإدراك بقيمة المادة والتصورات الإيحائية التي تنشأ عنها من حيث الشكل المعين الذي ينشأ من كل ما ذكرته، ومن طبيعتها الحاسمة في التصورات التي تريد لها أن تكون مقطوعة تشكيلية تمثل المادة المهيمنة على أسس اللوحة. فهل احتضنت كيم كلوج تنوّع الألوان من خلال قطعة اللبّاد القادرة على امتصاص الشوائب؟ أم هي فكرة التلاشي والتلاقي والتزامن البصري ضمن تجمعات غائرة وبارزة؟ وهل يمكن لغرابة المادية الصوفية أن تُشكّل نوعا من الرؤى المغايرة في الفن التشكيلي؟
لعبت الفنانة «كيم كلوج» على تجاوزات الألوان لبعضها البعض، وطغيان السماكة والشفافية على لعبة الإندماج البصري داخل تشابكات القطعة اللبّادية التي تُشكل نوعا من الإمتصاصات، لتعزيز الرؤية الفنية موسيقياً، لتكون بمثابة نغمات تنسجم مع بعضها، وتتنافر جماليا مع القطعة الصوفية ان صح القول، والتي تشكّل مادة استكشافية تتطلب نوعا من المعرفة بالعمق والسطحية، وقدرة التلاقي عبر طبقات اللبّاد نفسه بنظام أساسه الإبرة التي تخترق العمق بطبيعتها المسننة، والمتشابهة نوعا ما مع الفرشاة، ولكن تختلف معها من حيث قدرتها على اختراق العمق، لتمنح أسلوبها استقلالية تشكيلية تتلاقي مع المفاهيمي، وتنسجم مع المقاييس والمعايير، وحتى النحت بما يخص التعرجات، وتثبيت الغائر والبارز، وحتى تحديد خصوصية اللبّاد في الشكل والحجم والتعرجات، وإن تشكّل بصريا بصيغة متأثرة برؤياها للألوان الطبيعية عبر السهول والجبال، وفي أزمنة مختلفة جيولوجيا، وحتى ضمن التأثيرات الناتجة عن الضوء والعتمة والإنضباط والإنفلات، بمعنى آخر تحجيم اللون والسيطرة عليه ليتكوّن وفق طبيعة اللبّاد وجماليته عندما يتشبع من الألوان ومفردات الخيوط البصرية، بمعنى كأنها تعزف على آلة القانون وأوتارها البارزة ولكن ضمن خيوط قطعة اللبّاد الغارقة بالألوان التي تصبح نغمات تنحصر ايقاعاتها بصريا ضمن شكل اللون وتباعده أو تقاربه مع الألوان الأخرى. فهل يمكن للخلايا الحيّة في قطعة اللبّاد أن تحيا بصريا مع الألوان بشكل حيوي في لوحة غريبة بموادها لكنها يدوية في تشكيلها وتعتمد على الرؤية التشكيلية في الفن؟