بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 حزيران 2023 12:00ص قارئ بالأجرة!!

حجم الخط
صدر للصديق صالح الأشمر كتاب شعري بعنوان «رباعيات الحب العادي»، وسعد جداً بما فاضت به قريحته فحمل رزمة منه وحضر الى المقهى حيث يجتمع خلاّن الوفا وراح يهدي كل منهم نسخة..
الى هنا الحالة عادي، لكن ما هو غير عادي ما قاله بعد الانتهاء من إهداء الكتاب..
قال انه يدفع لكل من يقرأ الكتاب ويحفظ غيباً نصاً من نصوصه مبلغ خمسمائة ألف ل.ل.
لو كان المبلغ أكبر لكان العرض مغرياً في موجة الغلاء الحاصلة لكنه أفضل من لا شيء.
هذا العرض الساخر يحمل من الدلالات الشيء الكثير يدلُّ أولاً وقبل كل شيء على أزمة القراءة الحاصلة في الوطن العربي وربما في العالم الثالث، فأرقام مبيعات الكتب من معارضها ان دعت الى شيء فإنما تدعو الى الأسف والحسرة، أرقام تتوافق مع أرقام تنشرها مراكز مختصة عن نسب (الأمّية) في وطن شاسع تشغله أمة مأمورة بأن (إقرأ)..
وعلى ذكر معارض الكتب (وتلك ظاهرة عامة) فالملاحظ ان أكثر أنواع الكتب مبيعاً هي كتب الأبراج والكتب المتعلقة بالجهاز الهضمي والتسلية..
وفي نظر أحد المحللين الاجتماعيين، يرجع الأمور الى ان كتب الأبراج وكثرة مبيعها تعود الى الخوف من المستقبل في مجتع خائف وغير مستقر، والثانية الى الجوع في مختلف درجاتها من ناحية، والتخمة من ناحية أخرى. أما كتب التسلية فإن دلّت على شيء.. فعلى الكسل في مجتمع خامل (والله أعلم).
المهم ان محفّزات صالح الأشمر على القراءة وان كانت في معرض الفكاهة و(التنمير) على الأصدقاء لكنها تحمل من الدلالات ما يغنيها وتحرّض على دعمها كظاهرة قد تكون إذا شملت علاجاً لندرة القراءة، فليس هناك من حوافز أفضل من المال الذي قال عنه بونابرت (انه يصنع كل شيء)..
فلعلّه يكون مغيّراً من حال الى حال..