المتابع لنشرة «أفق» التي تصدرها مؤسسة الفكر العربي والتي تنشر «اللواء» اسبوعياً موضوعاً من مواضيعها الدسمة بالتنسيق مع المؤسسة، لا بد أن يدرك هذا المتابع أنه أمام مؤسسة تملك مركزاً للأبحاث النوعية ينفّذ استراتيجيتها المبنية على شعار نشر المعرفة في الوطن العربي.
فهذه الباقة من الأقلام الفائقة الغنى الثقافي والمعرفي لا يمكن أن يجمعها إلّا مركزاً متطوّراً للأبحاث خصوصاً وانها منتقاة من كل أقاليم الوطن العربي وهذا بحد ذاته يعني الكثير معرفياً، فلكل إقليم من هذه الأقاليم بصمته الثقافية الخاصة المرتبطة بتراثه وطبيعة مجتمعه والتي تصبّ كل هذه الروافد في إطار كيان ثقافي عربي واحد استطاعت مؤسسة الفكر جمعه وإظهار طاقاته في جهد يمكن أن نقول ان ما لم تستطع السياسة القيام به قامت به مؤسسة أهلية صدقت مع بيان تأسيسها ومسرى ما قدمت على مدار سنوات ولم تؤثر في هذا المسرى الخلافات والعصبيات وحتى الصراعات العربية في بعض الأحيان.
وبهذا يمكن القول ان مؤسسة الفكر العربي بفضل اتساع أفق استراتيجيتها تمكّنت من تحقيق توحيد الطاقات الثقافية العربية في عز مواسم التشرذم والتفرقة وهذا يسجل لها في سجل الإنجازات التاريخية التي نحن بحاجة لها للنهوض بهذا الوطن العربي إلى مرتبة مماشاة مع ما يجري في العالم على صعيد الفكر والثقافة التي قد تكون الحصان الذي يجرّ عربة التطوّر وإنهاء عصر الكبوات.
وتظهر استراتيجية المؤسسة واضحة في كل أنشطتها من مؤتمراتها وندواتها وإصداراتها وكأنها تريد الإحاطة بكل مناحي الأنشطة الفكرية والثقافية.
في العصر العربي المضحل الذي نعيشه يبقى هناك ما يضيء في نهاية النفق.
كانت ساعة خير ساعة نفّذ الأمير خالد الفيصل وهو الشاعر الألمعي الملتزم بقضايا أمته قراره بإنشاء هذه المؤسسة ونشدّ على أيدي كل العاملين في أروقتها، مع تمنياتنا أن يستمر هذا الضوء مشعّاً ليساهم في نسف طبقات العتمة المهيمنة.