بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الأول 2018 12:32ص معرض الفنانة ماجدة شعبان الوان شاعرية وتناغم حسي

حجم الخط

تتشكل الالوان كما الخواطر في اعمال الفنانة  «ماجدة شعبان» المتناغمة مع الاشكال المنصهرة في بوتقة اللغة الشاعرية ما بين خاطرة ولوحة في كتاب صادر عن دار الفارابي وسيوقع خلال معرضها الحالي في اكزود، فأي نوع من الخواطر يحاكي لوحة في معناها ومبناها ؟
لانني اقف امام لوحاتها وكلماتها احتار قلمي ماذا يكتب عن لوحة ام عن حرف ينشق عن الوان شاعرية  اندمجت مع التناغم الحسي في خاطرة هي محطات لفراغات انساقت تلقائيا ، لتتصل مع الاشكال المؤتلفة في فضاءات شاعرية تنطوي على تناص ذي اثر تنكشف فيه اللغة الفنية المتأرجحة مع الاحلام والبوح العاطفي . فالمساحات في لوحاتها هي كالفصول التي تطوف متحدة مع الالوان الداكنة والفاتحة التي لا تخمد.  الا في متون اللهب الشاعري في هذين الشكلين من التعبير التشكيلي والشاعري معا.  والاجواء البصرية الرحبة التي تنكشف اثناء تأمل لوحاتها حيث  تطفو الخطوط ، وتغوص بين الالوان مكونة استرسالات شاعرية ذات افكار ورؤى  تتصل بالخواطر المستقرة التي افرزتها الحركة في اللوحة .
تأويلات وتعبير ذي ملمح تجريدي في قسمات تشكلت بتنامٍ بين وعي ولا وعي في ثنائية الطفولة والشباب،  والكهولة والطفولة والارتباط الازدواجي بين ما هو دائري،  وما هو ممتد في خطوط افقية وعامودية تتناغم بين حدود الطول والعرض في اصداء وضعتها بين جملتين ولونين،  ونزف شاعري واحساس بالجمال في اصداء اللوحة والخاطرة،  وينابيع الالوان المعتقة بعفوية الكبار وبراءة الصغار،  وجمالية انسانية تنبع من الخيال ومناخاته الفنية في لوحات تميل الى العبق الحياتي، واصداء الفن التشكيلي المكمل البصري المتوحد مع الكلمة بكامل تقاسيمها ، فتبدو اللوحة كخاطرة يقطف البصر منها الانغام الاوركسترالية بشجو الالوان الباردة والحارة، المؤثرة نفسيا على الاشكال والحروف، والامتزاج اللغوي بين الادب والتشكيل. وان ضمن البوح الشاعري الطاغي ايضا على تفاصيل لوحاتها المتجانسة والمؤتلفة مع بعضها البعض.
الرؤيا الشاعرية في لوحات الفنانة «ماجدة شعبان» انسجمت مع اصداء خواطرها المقسمة الى لوحات. إذ تحاكي اللوحات التشكيلية بمقدرة فنية انحصرت بين الخيال الطفولي،  والخيال في ذاكرة سبحت مع اقصى درجات اللون العالية،  والمنخفضة في تدرجات ذات صيغ تكوينية تمتد الى اعماق اللوحة. فتثير السكون في المتأمل لها،  وتجعله يغوص في شاعرية مؤثرة بنسيج مثقل بالتشكيل المتجاوز حدود الكلمة الى افاق الفضاءات التخيلية المفتوحة على مصراعيها، ضمن نسيج اللون الشعري في لوحة ترصد الجمال والضوء،  والتعابير الثنائية المقترنة  بين نجلا وميا، وقوس قزح او طيارة ورقية  او خزين ذاكرة تبوح بما يتفجر منها، وبما يكشف عن بوح نفسي مغمس بالالوان. فهل تملأ «ماجدة شعبان» تجاويف الذاكرة بمشاعر طفولية هي اصداء القطاف في عمر النضوج عبر لوحة وخاطرة؟
يتمادى البصر في لوحاتها،  فيغوص في لجج الالوان العابقة بالاضواء،  والمفتوحة على مساحات متنوعة تتجدد مع المربعات والمستطيلات والدوائر.  لتشمل ادق الاحاسيس الفنية الرياضية منها او الفيزيائية بما يخص اللون وتركيبته، والمتناقضات النابضة بحركة تؤدي الى شغف وجداني رغم بساطة المضمون وجمالية الاسلوب،  وما تنطوي عليه عناوين لوحاتها وخواطرها الممتلئة بالتكوين الوجداني،  ومقوماتها التشكيلية من حيث التخييل الفني المترجم لادق الاحاسيس،  وبنشوة الالوان التي تعيدنا الى الذاكرة الطفولية المشحونة بالرؤى، والذكريات العاطفية. لتتخذ من خواطرها لوحات اخرى تخرج بها من معادلات اللوحة التشكيلية وقوة شاعريتها فيستأنس بها المتلقي .   
     معرض الفنانة «ماجدة شعبان» (Mag Z. chaaban) في غاليري اكزود الاشرفية (Exode Achrafieh) ويستمر حتى 6 تشرين الثاني 2018.

dohamol@hotmail.com