بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 نيسان 2018 09:00ص نبض الموت على وقع الحياة

حجم الخط
ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك وتغمض عينيك ويتوقف قلبك عن النبض ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال: "انك فارقت الحياة"، فبيننا الكثير من الموتى يتحركون، يتحدثون، يأكلون، يشربون، يضحكون لكنهم موتى.. يمارسون الحياة بلا حياة.. فمفاهيم الموت لدى الناس تختلف، فهناك من يشعر بالموت حين يفقد انساناً عزيزاً ويخيل إليه أن الحياة قد انتهت وان ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياة خلفه، وان دوره في الحياة بعده قد انتهى.. وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات ويكبله احساسه عن التقدم فيخيل إليه أن صلاحيته في الحياة قد انتهت وانه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله.. والبعض.. تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن ويظن أنه لا نهاية لهذا الحزن وانه ليس فوق الأرض من هو أتعس فيقسو على نفسه حين يحكم عليها بالموت بلا تردد وينزع الحياة من قلبه ويعيش بين الآخرين كالميت تماماً.. فلم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت وهو ما زال على قيد الحياة. 
فالكثير منا.. يتمنى الموت في لحظات الإنكسار ظناً أن الموت هو الحل الوحيد والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب لكن.. هل سأل أحدنا نفسه يوماً: ترى ماذا بعد الموت؟ نعم.. ماذا بعد الموت؟ حفرة ضيقة وظلمة دامسة وغربة موحشة وسؤال.. وعقاب.. وعذاب وإما جنة.. وإمَّا نار.. فهم.. كانوا هنا.. ثم رحلوا..غابوا ولهم أسبابهم في الغياب لكن الحياة خلفهم ما زالت مستمرة فالشمس ما زالت تشرق والأيام ما زالت تتوالى والزمن لم يتوقف بعد.. ونحن ما زلنا هنا.. ما زال في الجسد دم وفي القلب نبض وفي العمر بقية فلماذا نعيش بلا حياة ونموت.. بلا موت؟ 
إذا توقفت الحياة بأعيننا فيجب أن لا تتوقف في قلوبنا فالموت الحقيقي هو موت القلوب.