غادرتنا أمس إلى دار البقاء الفنانة الكبيرة الحاجة نجاح سلام تاركة بصمة مشعّة في تاريخ الفن العربي وهي التي رافقت مرحلة النهوض العربي وأبدعت في ما قدّمت من روائع فنية أذكت الروح الوطنية في الوطن العربي من المحيط الى الخليج ملتزمة بروح الفن الراقي في كل ما أعطت خصوصاً في مجال العطاء الفني وطنياً من أغانٍ وأناشيد بقيت وستبقى على مرِّ الأجيال تتردّد على الألسن وفي المسامع. رافقت في مسارها الفني كبار الفنانين العرب وكانت مجليّة في كل ما قدّمت ان على الصعيد الوطني أو العربي، وتميّزت بغناء الموشحات الدينية، ولن يُنسى ما قدّمت على اثر العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 (يا أغلى اسم في الوجود يا مصر) و(أنا النيل مقبرة الغزاة).
وكان الوطن العربي مسرحاً لعطائها فغنّت في لبنان وسوريا والجزائر وتونس والأردن ورام الله وغيرها، وغنّت في سوريا ما بعد حرب تشرين سنة 1973 (سوريا يا حبيبتي).
نجاح سلام مطربة العروبة بحق أمضت حياتها ومشوارها الفني ملتزمة بخطّها لم تحد عنه قط.
في رحيلها نفتقد الفن الأصيل، وقد ساهمت في مرحلة مضيئة من تاريخ الفن العربي وتبقى حاضرة في الذاكرة كمحطة فنية منحت هذا الفن ككل تراثاً مشعّاً لا يُنسى.
تغمّدها الله بوافر رحمته.
يُصلّى على جثمانها الطاهر اليوم عقب صلاة الجمعة في مسجد الخاشجقي وتوارى الثرى في مدافن الأوقاف الجديدة في بيروت وتتقبّل أسرتها العزاء يومي السبت والأحد في فندق راديسون بلو - فردان من الساعة الثالثة حتى السابعة مساء.