ثقافة جديدة على صعيد النشاطات ولدت وبدأت تتنامى في البلد ويتّسع حجمها وفقاً لغزارة الراغبين في اعتبار الثقافة سلّماً يوصل إلى حيث يرغبون.
أحدهم يتوق على سبيل المثال للوصول إلى مركز رئيس بلدية بلدته فيركب الموجة ويعلن عن أمسية شعرية، ويستأجر الحافلات لنقل الحضور من كافة المناطق إلى منزله حيث تُمدّ المآدب ويعتلي المنابر من يقول أنه شاعر ومن تقول أنها كذلك..
ثم عزف على آلة موسيقية وينتهي الحفل بمواعيد لاحقة.
وأخرى ترغب في أن تكون سيدة صالون ويكون الشعر الذي انخفض جداره وسهل القفز فوقه هو المطية للوصول إلى غايتها.
وآخر.. وأخرى إلى كامل السلسلة..
وتدخل السياسة باحثة عن مكان لها..
وربما التجارة أيضاً..
والرغبات.. والغايات المتنوعة..
وكما ورد في إحدى مسرحيات الرحابنة:
(عملوني بطانية وتغطوا كلن فيي).
تحوّل الشعر إلى بطانية جيدة ومناسبة لتغطية كل ما تحتها.
والواقع أنه سبق ووصل البعض سابقاً إلى مواقع سياسية عن طريق الشعر والنشاط الثقافي ولكنهم كانوا في الحقيقة شعراء.
أما الآن فإننا نرى الكثير من الشعراء..
ولا نرى شعراً..
فهل نتركهم في غيّهم يعمهون؟..
أم يجب أن يصرخ أحدهم مما يحدث؟..
فاستمرار الحال على هذا المنوال هو قتل واعدام للشعر الحقيقي وبالتالي للنشاط الثقافي كما يجب أن يكون.
ها قد صرخنا..
على أن لا يكون هذا الصراخ في وادٍ..