بيروت - لبنان

15 أيلول 2023 12:00ص هل كم أرزة!..

حجم الخط
عندما وقف سعيد عقل ذات يوم في تباهيه وتفاخره ليقول بصوته الجهوري البقاعي (هل كم أرزة العاجقين الكون) كأنه كان يلقي بنبؤة عن واقع نعيشه اليوم.
فكل العالم من أميركا إلى أوروبا والخليج وكافة الأخوة العرب وبعض دول العالم الثالث تنهمك في طاحونة البحث عن حل لمشاكلنا التي لا نعرف كيف نحلّها بل نتبارى من خلف متاريس مواقف في زيادة تعقيداتها وزيادة عناصر منع حلّها
يخيّل للمواطن ان الذين يجلسون الآن في مواقع القرار يعملون الآن عكس منطق العمل السياسي، فليس من واجب المشارك في السلطة أن يعرقل بل أن يستنبط الحلول خصوصا وان المشاكل اقتربت أو باتت بحكم الواقع مشاكل كيانية.
يعتمدون سياسة شدّ الحبال من منطلقات إذا لم تكن شخصية فهي فئوية بامتياز.
يشدّون حبالاً وعلى شدّها يتراقص وطن بأكمله.
ومن ناحية أخرى وقد تكون الأهم.. ضميرية.
عندما انتخب أحدهم أو كُلّف لتبؤو موقع له علاقة بالقرار هل من أجل أن يقبع ساكناً على كرسيه المريح منتظراً أن تأتيه الحلول من الخارج.. وكيف يرتضي لنفسه هذا الإلغاء لدوره ومبرر وجوده؟..
حالة قد تكون نادرة أو وحيدة في عالم بات قرية واحدة من حيث التواصل وارتباط المصالح فهناك (ميكافيلية) تسيّر سياسات العالم والدول تفكّر وتخطّط وفق مصالحها الخاصة وتفكّر ثانية وثالثة في مشاكل الغير، أما عندنا فيعتقدون ان ساسة العالم يعانون من الأرق والهمّ نتيجة مشاكل هذا الوطن الصغير.
وكأنهم لم يسمعوا بالقول المتوارث بأن أهل مكة أدرى بشعابها وان الألم لا يوجع إلّا صاحبه. لكن يبدو أنهم بعيدون عن أصحاب الألم أولئك الناس الطيبين القابعين في منازلهم المجاهدين في سبل تأمين أود عيالهم.
هل هذه الشريحة الحاكمة قابلة للتغيير؟..
(لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).