بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 شباط 2024 12:00ص هل للشعر دور؟!

حجم الخط
‎‎سؤال العنوان يعود بالذاكرة إلى ماضٍ بعيد حين كان الشاعر، ان في الجاهلية أم بعد ذلك، هو وزير إعلام القبيلة وعلامتها الدامغة والمدافع عن وجودها المعنوي والمعني بالتفاخر والمطالبة بالحقوق بالإضافة إلى الشخصي من مدح وهجاء وحزن وغزل إلى آخر النواحي المتعلقة بالعواطف ولوائج النفس.
‎والآن، وبعد أن تغيّرت الدنيا ومن فيها وتنوّعت اهتمامات البشر ومجتمعاتهم، وبعد أن تدنّت أهمية العواطف إلى ما يقارب العدم وارتفاع راية الرقم وأهمية المصالح، ماذا بقي للشعر من دور؟!..
‎هل يمكن أن نقول انه في حالة ربط مع الماضي؟..
‎ولكن معظم إنسان اليوم يعيش لليوم وللمستقبل ويبدو الماضي متجسّداً ومحصوراً في كتب التاريخ وبعض التقاليد المتوارثة..
أم انه ممثل لجيشان العواطف؟ .. حزناً وحباً وفرحاً.. إلخ وقد تعددت وسائل التمثيل لهذه العواطف وان ندرت؟
‎ما سبق يدفعنا إلى التساؤل عن هذا التناقض الحاصل في ناحية تشغل قسماً وازناً من النشاط الثقافي الآن..
‎إذ كيف لنا أن نفهم هذه الكثافة في ما يسمّى (أمسيات شعرية) بغض النظر عن فحواها إذ لسنا في مجال تقييم ما نسمع ونرى، لأنها في غالبيتها كأننا في مطحنة نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، يتدافعون زرافات ووحدانا إلى مكان ما ويعتلون منبرا وبدونه ويبدأ كلام يقاطعه تصفيق استحسان مزوّر ومخاتل إلى أن ينتهي كل الكلام ليبدأ الدور الاجتماعي من مأكل ومشرب إلى آخر السلسلة..
‎ظاهرة تتدحرج ككرة ثلج إلى أسفل الحالة الثقافية المبتلية أساساً بكوكتيل من الابتلاء.. لتأتي هذه الظاهرة لتزيد من طينها بلّة..
‎هذا الكلام لن يغيّر من الحالة قيد أنملة..
‎لكنه مجرد (فشة خلق).