1 كانون الأول 2023 12:00ص هل نقرأ؟!

حجم الخط
بمناسبة معرض الكتاب العربي الذي ينظمه سنوياً النادي الثقافي العربي وحسناً فعل في تنظيمه هذا العام مع وجود هذه الأزمة المستشرية على كافة الأصعدة، فقط للدلالة على موقع بيروت كمنارة ثقافية لا يمكن إطفاء أنوارها مهما تعددت الأزمات.
الكتب مرصوفة على الرفوف في أجنحة دور النشر تغري من يعنيه الأمر بالاقتناء، لكنك تسمع دون صوت من يقول بلسان المتجولين: (العين بصيرة واليد قصيرة)، فمع وصول الأزمة إلى حدود ما يلزم الجهاز الهضمي تبدو الأولوية لاستمرار الحياة ولا سيارة تسير دون وقود وبذلك يستمر الكتاب على الرف يتنفّس حزناً ووحدة. لكن السؤال مع أهمية هذا المعرض وبقية المعارض هناك سؤال آخر قد يكون أو هو الأهم..
هل نقرأ؟!..
الإجابة على هذا السؤال تأتي من مراكز الاحصاءات محلياً واقليمياً ودولياً.. إذ اننا للأسف نأتي في نهاية جدول الأمم القارئة مع ان هذه الأمة هي الوحيدة ما بين الأمم المأمورة بالقراءة..
بعض الموقّعين والباحثين في الشأن الثقافي الأوروبي يعيد أسباب النهوض الثقافي في هذه القارة إلى نواحٍ كثيرة يأتي في مقدمها (كتاب الجيب) (livre de poche) الذي لعب دوراً في بناء هذه الحالة الثقافية الأوروبية فقد لعب نظام التربية وإلى حد ما الإعلام دوراً في حثّ الإنسان هناك على القراءة اليومية وهي أي مكان وجود إلّا من طابور الانتظار في محطات المترو أو أمام دور السينما والمسرح.. الخ.. عندها يكون الكتاب في الجيب ويستثمر الوقت في القراءة..
والأنكى ما في الأمر اننا وعندما تتوجه أقلية منا إلى شراء الكتاب فإننا كما تظهر معاينات المعارض فإن الأكثر مبيعاً هي كتب الطبخ والتنجيم إلى ما شابه..
ما هو السبيل لتغيير الوضع نحو الأفضل؟..
التربية ثم التربية.. نتفاءل خيراً عندما نرى وفود الطلاب الآتية إلى المعارض بناء على طلب إدارات المدارس للزيارة والاطّلاع ومعاينة الكتاب من على الرفوف ومن ثم الاقتناء والقراءة..
علامة قد تبدو وحيدة.. لكنها أيضاً قد تبشّر إلى تغيير ما مهما بلغ شأنه.. ولعل وعسى..