بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الثاني 2024 12:18ص هي فلسطين

حجم الخط
أجل هي فلسطين... أمّ القضايا وهاجس أجيال تتعاقب وهي ثابتة كثبات الجبال الراسيات في ضمير وفكر كل عربي وحرّ في هذا العالم.
ما يجري في غزة والضفة اليوم إنما هو استمرار للوقوف في وجه الباطل منذ ما قبل ثورة القسام، قبل ثورة 1936، منذ اليوم الذي شعر فيه الفلسطيني والعربي ان ما قاله وما وعد به (بلفور) قد بدأ يتنفذ على الأرض.
وعد قبل بعد أن فقدت القوى العظمى آنذاك وعلى رأسها بريطانيا التي كانت لا تغيب عن أرضها الشمس فقدت الأمل في موافقة السلطنة العثمانية قبل ذلك حين وقف السلطان عبد الحميد رافضاً هجرة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة لهم..
وبقي الباطل يسكن عقول مراكز القرار في العالم حتى آن أوان وعد بلفور فأصدره وبدأت حكاية الغزو وبدأت ثورة شعب فلسطين ومحطة استشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل تشهد على ذلك.
لم يهدأ الفلسطيني قط..
كانت فترة صمود ما بعد فشل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي في منع الغزو..
صمود تميّز بالبحث عن وسيلة ناجعة للمقاومة فكان بيان 1/1/1965 عن العملية العسكرية الأولى ضد الكيان الغاصب، ومن ثم هزيمة سنة 1967 وتبيّن ان الحمل يجب أن يُلقى على أكتاف أبناء الأرض فتجمعت القوى إياها ضدها في الأردن ولبنان فحدث ما حدث سنة 1982 والخروج من بيروت الى بقاع الدنيا قريبها وبعيدها.
ولحقوا بهم الى كل مكان، الى شواطئ تونس ومدن أوروبا وآسيا اغتيالا وتنكيلاً..
كان الوقت يمرُّ والثأر يتضخّم...
تضخّم حتى بات انفجاراً..
ما يجري في غزة اليوم هو انفجار هذا التضخم، هو بركان الثأر لذلك لا يستغرب مدرك هذا الصمود الفلسطيني الأسطوري على أرض غزة ولا شراسة الفلسطيني وتحمّله كل ما يترتب على قتاله من نتائج فهو يدرك تمام الإدراك ان هذه الفرصة هي الوقت الأنسب وفق هذا الواقع العربي.
وعليه فها هي فلسطين تعود..
عروس القضايا.. وتزفّ بدم الشهداء وزغاريد أمهاتهم..