بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيار 2023 12:00ص يد العون

حجم الخط
مرَّ رمضان، الشهر الكريم، شهر التوبة والغفران، شهر التعاضد والتعاون والعودة الى نقاء النفس وتطهيرها..
في هذا الشهر يتحرك الضمير الخامد ويبدأ الإنسان في عملية مراجعة ومحاسبة نفسه من حيث قيامه بواجبه تجاه مجتمعه القريب منه والبعيد، وهنا يأتي دور مد يد العون لمن يحتاجها، فنرى خلال هذا الشهر ما لا نراه خلال بقية الأيام، وتبدأ صناديق المساعدات من أصحاب اليسر لأصحاب العسر في ظاهرة تشمل المجتمع بأسره.
ظاهرة ان دلّت على شيء فعلى نقاء إنساننا ورغبته الكامنة والظاهرة في مد يد العون لمن يحتاج.
لكن حتى في هذه الظاهرة بعض الشوائب لا بد من ذكرها، فكثيراً ما نشاهد على وسائل التواصل صورة تمثل فلان وهو يسلّم مساعدة الى فلان مع ذكر اسمه أو في حالات عدم ذكر الاسم..
لكن تكفي الصورة لامتصاص وهج العملية برمّتها..
فيد العون التي تمتد للمساعدة قد تكون اليد اليمنى على أن لا تعلم اليسرى بما فعلت.
وفي هذا تكمن أهمية العون ومعناه.
فالعملية غير قابلة للاستثمار الشخصي لتحقيق مكسب مهما كان نوعه.
وهنا تحضر بعض ما في تراثنا من أحداث لمن نقتدي بهم في مثل هذه الحالات.
تطهير النفس خلال رمضان هو بالتخلّي عن النوازع الأنانية ورغبات النفس الجامحة بالتعالي والأنانية واستغلال ضعف الآخرين لإبراز القوة، وإبراز فقر الفقير لإبراز الغنى.
عمل الخير ومد يد العون خلال الشهر الفضيل هو عمل صامت، صمته يُغني قيمته لا كاميرا التصوير ولا تسجيل الصوت ولا أي وسيلة أخرى.
الصمت في هذه الحالة هو صوت الضمير وإطاعة موجبات شهر الأهم فيه عودة النفس الى نقائها بعد التخلّص من شوائب وأوراق علقت مع مجرى الأيام.
أعان الله الجميع.. وبارك في الأيادي الخيّرة.